للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يؤيد هذا التوجيه حديث باقوم: صَنَعتُ مِنْبَرًا له ثَلاثُ دَرَجَاتٍ؛ القعدة، ودرجتيه.

وعند ابن ماجه: له درجتان، ويقعد في الثالثة.

وفي تاريخ الواقدي: أراد معاوية رَضيَ الله عَنهُ تحويل منبر رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى دمشق، فكسفت الشمس يومئذ، وكلّمه أبو هريرة رَضيَ الله عَنهُ فيه، فتركه، فلما كان عبد الملك أراد ذلك فكلمه قبيصة، فتركه، فلما كان الوليد [أراد ذلك] (١) فأرسل سعيد إلى عمر بن عبد العزيز رَضيَ الله عَنهُ فكلمه فيه، فتركه، فلما كان سليمان قيل له في تحويله، قال: لا، ها الله، أخذنا الدنيا ونعمد إلى علم من أعلام الإسلام نريد تحويله؟، ذاك شيء لا أفعله؛ ولا أريد أن ينسب بثَلَم إلى عبد الملك أيضاً.

وكان طول منبر رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثة أذرع ونصف ذراع مرتفعاً في السماء مع الخشب الذي عمل مروان، وكان طول منبر رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاصة ذراعين في السماء وعرضه ذراعاً في ذراع، وعدد درج منبر رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع ما عمل مروان تسع درجات، وعدد درج منبر النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاصة ثلاث درجات بالمقعدة، هكذا كان في حياة رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والخلفاء الأربعة رَضيَ الله عَنهُم، فلما حج معاوية رَضيَ الله عَنهُ في أيامه كساهُ قُبْطية، ثم كتب إلى مروان أن ارفع المنبر عن الأرض فرفعه، وزاد من أسفله ست درجات، ورفعوه عليها فصار تسع درجات بالمجلس، وكان فيه مما يلي ظهره صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قعد ثلاثة أعواد تدور ذهب أحدها، وانقلع أحدها في سنة ثمان وتسعين ومائة، فأمر به داود بن عيسى فأعيد (٢).


(١) سقط في الأصل، والمثبت من وفاء الوفا ٢/ ٣٩٩.
(٢) الدرة الثمينة ص ١٣٢ - ١٣٣، وفاء الوفا ٢/ ٤٠١ - ٤٠٢.