للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تبوك ونزل بذي أَوان (١) جاءه خبر المسجد من السماء، فدعا مالك بن الدُّخْشُم ومعن بن عدي، وقال انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه، واحرقاه، فخرجا سَرِيعين حتى أتيا بني سالم بن عوف، وهم رهط مالك بن الدُّخشم، فقال مالك لمعن: أنظرني حتى أخرج إليك بنار من أهلي، فدخل إلى أهله، فأخذ سعفاً من النخل، فأشعل فيه ناراً، ثم خرجا يشتدَّان حتى دخلاه (٢) وفيه أهله، فحَّرقَاه وهدماه، فتفرقوا عنه وأنزل الله تعالى: {والذين اتخذوا مسجداً ضراراً} إلى آخر القصة (٣).

وذكر ابن إسحق أن الذين بنوه كانوا اثني عشر رجلاً، منهم: ثعلبة بن حَاطب.

وزاد الدارمي (٤): هم أناس من الأنصار ابتنوا مسجداً فقال لهم أبو عامر: ابنوا مسجدكم، واستمدُّوا ما استطعتم من قوةٍ ومن سلاحٍ، فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم، فآتي بجند من الروم فأخرج محمداً وأصحابه، فلما فرغوا من مسجدهم أتوا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسألوه أن يصلي فيه ويدعو بالبركة، فأنزل الله عز وجل: {لا تقم فيه أبداً لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه} إلى آخر الآية (٥).


(١) ذي أَوان: موضع بطريق الشام. معجم البلدان ١/ ٢٧٥. وزاد في المرصع ص ٨١: بينه وبين المدينة ساعة من نهار.
(٢) في الأصل: (دخلا).
(٣) رواه ابن إسحق (ابن هشام ٤/ ١٧٢)، ومن طريقه الطبري ١١/ ١٧ - ١٨، والبيهقي في الدلائل ٥/ ٢٥٩ - ٢٦٠، وغيرهما وإسناده حسن، ورواه ابن مردويه بلفظه كما في الدر المنثور ٣/ ٤٩٥.
(٤) عثمان بن سعيد الدارمي أحد رواة هذا الحديث عند البيهقي وهو: عثمان بن سعيد الدارمي أبو سعيد، توفي سنة ٢٨٠ هـ. طبقات الشافية ٢/ ٣٠٢، اللباب ١/ ٤٨٤، وليس المقصود الإمام الدارمي صاحب السنن.
(٥) رواه علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
أخرجه الطبري ١١/ ١٨ من طريق المثنى، ثنا عبدالله بن صالح، ثنا معاوية بن صالح، عن علي، به.
ورواه البيهقي في الدلائل ٥/ ٢٦٢ - ٢٦٣ من طريق عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا عبدالله بن صالح، فذكره.
فمداره في الطريقين على عبدالله بن صالح، وهو أبوصالح المصري، كاتب الليث، صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابته. التقريب ٣٠٨، برقم ٣٣٨٨.
وتتقوى هذه الرواية لأنها رواية نسخة صحيفة علي بن أبي طلحة.
وإسناد الصحيفة حسن، كما هو مشهور عند أهل العلم وليس هناك انقطاع بين علي ابن أبي طلحة وابن عباس لأن الواسطة بينهما قد عرف وهو مجاهد. وذكر السيوطي هذه الرواية وعزاها لابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه أيضاً، الدر المنثور ٤/ ٤٩٤.