للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثابت أن النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى في مشربة أم إبراهيم عليه السلام (١).

قلت: ذرعته بطيلسان وكان طوله نحو عشرة أذرع وعرضه أقل منه بنحو ذراع، وليس عليه بناء / ٢٢٧ ولا جدار، وإنما هو عُرَيصة صغيرة على رُوَيبية بين تلك النخيل، وقد حُوِّط عليها برضم لطيف من الحجارة السود، وعلى شمالي المشربة دار متهدمة لم يبق من معانيها سوى بعض الجدران، ويظن بعض الناس أنه من بقايا دار [أبي] سيف القين، أو مبنى في مكان داره فيبادرون إلى الصلاة في بعض نواحيها، والله عز شأنه ينفعهم في ذلك بحسن النية والاعتقاد (٢) إنه الكريم المنان الجواد، والذي يغلب على ظني أن ذلك بقايا أطم بني زعوراء الذي تقدم ذكره في باب تاريخ المدينة وآطامها (٣)، فإن الزبير قال ما نصه: وكان بنو زعوراء عند مشربة أم إبراهيم، ولهم الأطم الذي عندها. وبنوا زعوراء من قبائل اليهود الذين كانوا باقين حين نزل عليهم الأوس والخزرج.

* * *


(١) رواه ابن زبالة، وابن شبة ١/ ٦٩ ورواه يحيى بن جعفر من طريق ابن زبالة، كلهم عن يحيى بن إبراهيم، وقيل إبراهيم بن محمد، به. ذكر السمهودي رواية ابن زبالة، ويحيى ٣/ ٨٢٥. وسنده منقطع.
(٢) لاتثبت الفضيلة لأي عمل بمجرد حسن النية والاعتقاد، بل لابد من موافقته لما جاء به الشرع. والأخذ بالنص مقدم على الاستنباط.
(٣) تقدم ذكره في الباب الثاني ص ١٧٦.