للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وثَابَه (١).

وبعد، يقول المُلتْجِئُ إلى حرَمِ الله تعالى محمدُ بنُ يعقوبَ بنِ محمدٍ الفيروزاباديُّ-منَّ الله تعالى عليه بالإنابة، ولا قَوَّضَ (٢) له من ساحة الحرمينِ

أقْتَابَهُ (٣)، ووطَّدَ به أوتادَ سُكْناه وأطْنابَه (٤)، فالنفع ضُرٌّ إلا لمن قصد بابَه، والعيشُ مُرٌّ إلا لمن حلَّ أعتابَه (٥) -:

إِنِّي لَمَّا شَرُفْتُ في عام اثنين (٦) وثَمانين (٧) بِجوارِ من شَرَّفَ الله جَنَابَه، تجدَّدَ نَظَري فيما وُضِعَ على ذِكْرِ معالمِ المدينةِ من تعليقٍ وكتابة، فلم أرَ كتاباً حاوياً يَجمع من تاريخِ البلدِ الكريمِ صُيَابَه (٨)، فذهبتُ إلى وَضْعِ كتابٍ جامعٍ لما ذَهَبَ في كُتبِ المتقدمين بَدَداً (٩) مُتجنِّباً إطنابَ القولِ وإسهابَه، وإنَّما


(١) لعل ثابه هنا بمعنى: جازاه الله خيراً على ماقدم وتَحمل من أجلَّ تبليغ الإسلام. وهكذا جاءت هذه العبارة في الأصل وفي النفس منها شيء؛ إذ ليس في اللغة ثابه بمعنى جازاه، وإنما الفعل: أثابه، والله أعلم.
(٢) قوَّض البناء: هدمه، أو التقويض: نقض من غير هدم. القاموس (قوض) ص ٦٥٣.
(٣) الأقتاب: جمع قَتَبٍ وهو الإكاف الصغير على قَدْر سَنام البعير. السابق (قتب) ص ١٢٢.
(٤) الأطناب: جمع طُنُب، وهو حبل طويل يُشَدُّ به سُرادِقُ البيتِ، أو الوَتَدُ. السابق (طنب) ص ١٠٩.
(٥) لاريب أن العيش مرٌ لمن ابتعد عن شرع الله عز وجل، وأما من وفقه الله لهدي كتابه وسنة نبيه فهو السعيد، قال تعالى: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بما كانوا يعملون} سورة النحل: الآية ٩٧.
… ومن تمام التوفيق أن يوفق المسلم لزيارة المساجد الثلاث التي تشد إليها الرحال وأما من تيسر له زيارة البعض دون الآخر فلا ضير عليه ولايقال فيه (عيشه مر) لكونه لم يشد الرحال لزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(٦) في الأصل: (اثنتين)، والصواب ماأثبتناه.
(٧) بعد سبعمائة.
(٨) الصُّيَاب: الخالص والصميم والأصل والخيار من الشيء. القاموس (صيب) ص ١٠٦.
(٩) بَدَداً: متفرقاً. السابق (بدد) ص ٢٦٦.