للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

جَعْفر بن أبي طالب، بين بدرٍ ووادي الصَّفْراء (١)، ويقال له: ذو أثيل.

وقال ابن السِّكِّيت (٢): هو بتشديد الياء.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم قتلَ عنده النَّضْرَ بن الحارث بن كَلَدة (٣) مُنْصَرَفُه عن بَدْرِ.

فقالت قُتَيلة بنت النَّضْر (٤)، ترثي أباها وتمدح النبي صلى الله عليه وسلم:

يا راكباً إنَّ الأُثَيْلَ مَظِنَّةٌ … من صُبْحِ خَامسَةٍ، وأنتَ مُوَفَّقُ

بَلِّغْ به مَيتاً فإن تحيّةً … ما إن تَزالُ بِها الركائِبُ تَخْفِقُ (٥)

مِنّي إليه، وعَبْرَةً مسفوحةً (٦) … جادت لمائِحِها (٧)، وأخرى تَخْنُقُ

فليسْمَعنَّ النضرُ إن ناديتُه … إن كان يسمع ميِّتٌ أو ينطقُ


(١) سيأتي التعريف بوادي الصفراء لاحقاً.
(٢) هو يعقوب بن إسحاق، أبو يوسف، المعروف بابن السكيت، إمام في اللغة والأدب، ولد سنة ١٨٦ هـ، وتوفي سنة ٢٤٤ هـ. من تصانيفه (القلب والإبدال)، و (الألفاظ)، و (إصلاح المنطق) وغيرها. تاريخ بغداد ١٤/ ٢٧٣ - ٢٧٤، وفيات الأعيان ٦/ ٣٩٥ - ٤٠١ سير أعلام النبلاء ١٢/ ١٦ - ١٩.
(٣) هو النضر بن الحارث بن علقمة ببن كَلَدة بن عبد مناف بن عبد الدار، أبو قائد، كان من شجعان قريش ووجوهها، وكان ينظر في كتب الفرس، ويخالط اليهود والنصارى، ولما ظهر الإسلام كان أشد قريش في تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم والأذى له ولأصحابه، وهو الذي حمل لواء المشركين يوم بدر، وفي المعركة أسره المقداد رضي الله عنه، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقه، فقتله علي رضي الله عنه بالأُثيل. الكامل لابن الأثير ٢/ ٤٩، نهاية الأرب للنويري ١٦/ ٢١٩ - ٢٢٠، ٢٧١ - ٢٧٢.
(٤) هي قُتيلة بنت النَّضر بن الحارث بن علقمة القرشية الشاعرة، كانت زوج عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر. قال ابن حجر: لم أر التصريح بإسلامها، لكنها إن عاشت إلى الفتح فهي من جملة الصحابيات. الإصابة ٤/ ٣٨٩ - ٣٩٠، الروض الأنف ٣/ ١٣٥.
(٥) تَخْفِق: تسرع. سبل الهدى والرشاد ٤/ ١٥٨.
(٦) عبرة مسفوحة: جارية. المرجع نفسه.
(٧) في الاستيعاب ٤/ ٣٩٠، سبل الهدى والرشاد ٤/ ٦٣: جاءت بواكفها والواكف: السائل. المرجع السابق ٤/ ١٥٨.