للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أحمد السَّلاَّميُّ (١) لها درجاً ينزل إليها منه (٢) الزوار، وقاصدو الوضوء والشُّرب، وعلى الدرج قبوٌ، وعليها تجاه الداخل لوح مكتوب عليه تاريخ عمارة البئر (٣).

وقال آخرون (٤): إن الذي أنشأ هذه الدرجة الموجودة اليوم نجم الدين يوسف

الرومي وزير طفيل (٥)، وكان الجماعة الفقراء الصلحاء الخرازون قد ابتدؤوا في عمارتها، فسألهم أن يتركوا ذلك له ليفوز بثوابِها، وكان الحامل لهم على ذلك أنَّهم كانوا إذا جاؤوا إلى مسجد قُباءَ لا يجدون ماءً للوضوء والشُّرب إلا من الحديقة الجعفرية، فكانوا يتحرجون من دخولها؛ لما كان قد بلغهم أنها مغصوبة من مُلاَّكِها.

والظاهر أن نجم الدين المذكور أنشأ الدَّرج وتشعَّثَتْ، فأصلحها صفيُّ الدين وجدَّدها (٦)، والله أعلم.


(١) ترجم له المؤلف في الباب السادس ص ١٢٦١.
(٢) في الأصل: (منها)، والتصويب من التعريف.
(٣) وذلك في سنة أربع عشرة وسبع مئة. المرجع السابق.
(٤) هو ابن فرحون في نصيحة المشاور ص ٢٠٢.
(٥) ترجم المصنف للأمير طفيل ص ١٣٢٨، وأما نجم الدين سيف الرومي فقد وصفه البدر ابن فرحون بالعقل والسياسة والرئاسة، وقال: كان وزيراً للأمير طفيل، وأرخ وفاته سنة خمس وثلاثين وسبع مئة، وقال: (هو الذي أنشأ الدرجة الموجودة اليوم لبئر أريس بقباء، عمرها في سنة أربع عشرة وسبع مئة). نصيحة المشاور ص ٢٠٢.
(٦) يخالف السمهودي المؤلف، ويذهب إلى أن صفي الدين بدأ بإنشائها، حيث أمدّ الخرازين بالمال لبنائها، وأن نجم الدين أتم بناءها. يقول في وفاء الوفا ٣/ ٩٤٩: والذي يظهر أن جماعة الخرازين-كما ترجمهم به البدر-كانوا يسعون في عمارة المسجد وغيرها، وكانوا فقراء، فيعينهم الخدم وأهل الخير، وكان صفي الدين له دنيا عظيمة فتخلى عنها، وله معروف، فكأنه هو المُمِدُّ للخرازين بما صرفوا على عمارة الدرج، وكان المَطَري يصحب الجميع، فالظاهر أنه اطلع على ذلك، ثم أتمَّ نجم الدين عمارة تلك الدرجة، والله أعلم.