للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أرضي بأريحاء وهذا كله يدل على أنها ليست ببئر.

وقيل: هي أرض لأبي طلحة رضي الله عنه.

وقيل: هو موضع بقرب المسجد، يعرف بقصر بني حُديلة (١).

وذكر ابن إسحاق أن حسان بن ثابت رضي الله عنه لما تكلم في الإفك بما تكلم به، ونزل القرآن ببراءة عائشة رضي الله عنها، عدا صفوان بن المُعَطِّل (٢) على حسان رضي الله عنه فضربه بالسيف، فاشتكت الأنصار إلى رسول الله/٢٥٦ صلى الله عليه وسلم فِعْل صفوان، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عِوضاً عن ضربته بيرحاء، و [هو] قصر بني حُدَيْلة اليوم بالمدينة، وكان مالاً لأبي طلحة بن سهل، تصدَّق [به] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حسَّاناً، وأعطاه شِيرين أمَةً قِبْطية، فولَدَتْ له عبد الرحمن بن حسان (٣).

وفي الصحيح (٤) أن أبا طلحة رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أحبَّ أموالي إليَّ بيرحا، وإنها صدقة لله، أرجو بِرَّها وذُخْرَها عند الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ ذاك مال رابح» أو قال: «رائح»، ورابح أي: ذو ربح،


(١) حُدَيلة): بضم الحاء، وفتح الدال، هم بنو معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، وحُديلة: أمهم. (الإيناس) للوزير المغربي، مخطوط دار الكتب المصرية. نقلاً عن تعليقات الشيخ حمد الجاسر، وجاء في مشارق الأنوار للقاضي عياض ١/ ١١٦: حُديلة: بحاء مهملة مضمومة.
(٢) هو صفوان بن المُعطِّل بن رُبَيْعَة بن خُزاعِي السُّلَمي ثم الذكواني، صحابي سكن المدينة، وشهد الخندق والمشاهد، وقيل: أول مشاهده المُرَيْسِيع، وجرى ذكره في حديث الإفك المشهور، واستشهد في أرض الروم، قيل: سنة ١٩ هـ، وقيل: سنة ٥٨ أو ٦٠ هـ. الاستيعاب ٢/ ١٨٧ - ١٨٨، الإصابة ٢/ ١٩٠ - ١٩١.
(٣) نقله المصنف بحروفه عن ياقوت في معجم البلدان مادة (بيرحا) ١/ ٥٢٤ - ٥٢٥، ومابين المعقوفين منه، وخبر الإفك بطوله في السيرة النبوية لابن هشام ٣/ ٢٤٣ - ٢٥٣.
(٤) البخاري: في الزكاة، باب الزكاة على الأقارب، رقم: ١٤٦١، ٣/ ٣٨١، ومسلم: في الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين … ، رقم: ٩٩٨، ٢/ ٦٩٣.