للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال الأصمعي (١): وبعضهم يخطئ فيقول: بئر ذَرْوَان، والذي صحَّحه ابن قُتيبة (٢): ذو أَرَوان، بالتحريك (٣).

وحديثُ سِحْرِ لَبِيد بن الأعصم (٤) رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، في مُشْطٍ،

ومُشَاطة (٥)، وجُفِّ طَلْعَةِ ذكرٍ (٦)، ووضعه في بئر ذَرْوان تحت


(١) هو عبد الملك بن قُرَيب بن علي بن أصمع الباهلي، أبو سعيد الأصمعي، ولد سنة ١٢٢ هـ، وتوفي سنة ٢١٦ هـ، أحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان، وكان راوية العرب، ومن تصانيفه: (الفرق) و (الأضداد) وهما مطبوعان. تاريخ بغداد ١٠/ ٤١٠ - ٤٢٠، تاريخ أصبهان لأبي نعيم ٢/ ١٣٠، وجاءت وفاته في الأخير سنة ٢١٢ هـ.
(٢) هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة، أبو محمد الدينوري، اللغوي الأخباري الأديب، ولد سنة ٢١٣ هـ، وتوفي سنة ٢٧٦ هـ، ومن تصانيفه: (تأويل مختلف الحديث)، (المعارف)، (عيون الأخبار)، وغيرها. تاريخ بغداد ١٠/ ١٧٠، وفيات الأعيان ٣/ ٤٢، تذكرة الحفاظ ٢/ ٦٣٣.
(٣) وحكى ابن التين أيضاً فتح الراء، وأنه قرأه كذلك، قال: (ولكنه بالسكون أشبه) أي: ذو أرْوان. نقلاً عن الفتح ١٠/ ٢٤٠. ودعوى خطأ (ذروان) وصحة (ذي أروان) لم يرتضها الإمام النووي في شرح صحيح مسلم ١٤/ ١٧٧ حيث عبر عن رأي ابن قتيبة بقوله: (وادعى. . .) ونص على صحة اللفظين مع الترجيح بينهما، فقال: في جميع نسخ مسلم: ذي أروان، وكذا وقع في بعض روايات البخاري، وفي معظمها: ذروان، وكلاهما صحيح، والأول أجود وأصح. وللحافظ ابن حجر في الفتح ١٠/ ٢٤٠ جمع لطيف بين الروايتين، فيقول: ويجمع بينهما بأن الأصل: بئر ذي أروان، ثم لكثرة الاستعمال سهلت الهمزة، فصارت: ذروان. وهذا جمع حسن.
(٤) وقع في بعض الروايات أن لبيد بن الأعصم يهودي من يهود بني زريق، وفي رواية أخرى: أنه رجل من بني زريق حليف اليهود وكان منافقاً، قال ابن حجر في الفتح ١٠/ ٢٣٧: من أطلق أنه يهودي نظر إلى ما في نفس الأمر، ومن أطلق عليه منافقاً نظر إلى ظاهر أمره، وقال ابن الجوزي: هذا يدل على أنه كان أسلم نفاقاً، وهو واضح.
(٥) المُشْط: الآلة المعروفة التي يسرح بها الشعر. والمُشَاطة: ما يخرج من الشعر إذا مُشِطَ. صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري ١٠/ ٢٣٩،٢٤٢.
(٦) الجُفُّ: وعاء طلع النخل، وهو الغشاء الذي يكون عليه، ويطلق على الذكر والأنثى، فلهذا قيده في الحديث بقوله: (طلعة ذكر). شرح صحيح مسلم للنووي ١٤/ ١٧٧.