للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وله ذِكرٌ في غير ما حديث. قال كعبُ بن الأشرف اليهوديُّ (١):

ولنا بئرٌ رِوَاءٌ جَمّةٌ … مَنْ يَرِدْها بِإنَاءٍ يَغْترِفْ

تُدْلجُ الجَرْفَ (٢) على أكنَافِها … بِدِلاءٍ ذاتِ أمراسٍ صُدُفْ

كلُّ حاجاتي [بها] (٣) قضَّيتُها … غيرَ حاجاتي على بَطْن الجُرُفْ

قال الزُّبير: بعث تُبَّعٌ رائداً ينظر إلى مزارع المدينة، فأتاه فقال: قد نظرتُ، فأما قَناةُ (٤) فحَبٌّ بلا تِبْنٌ، وأما الحرارُ فلا حَبٌّ ولا تِبنٌ، وأمَّا الجُرُف فالحبُّ والتِّبن.

قال: وذكر أهلُ العلم أنَّ الجرف ما بين محجَّة الشَّام (٥) إلى القصَّاصين (٦).

ورُوي أنَّ عثمان بن عفان (٧) -رضي الله عنه-أنه خلَجَ خليجاً حتى صبَّه


(١) من شعراء اليهود في المدينة، كان له حصن مشهور، أصله من طيء، وأمه من بني النضير. كان يُحرِّض المشركين بعد بدر على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه رسول الله محمد بن مَسلمة فاستنزله من حصنه وقتله. نسب معد ١/ ٣٧٨. وانظر خبر ذلك في سيرة ابن هشام ٣/ ١٢ - ١٨. والأبيات في معجم البلدان ٢/ ١٢٨.
رِوَاءٌ: كثيرٌ مُرْوٍ. القاموس (روى) ص ١٢٩. جمة: عظيمة. القاموس (جمم) ص ١٠٨٩.
الحرف: الناقة. القاموس (حرف) ص ٧٩٩، وتحرفت في الأصل إلى: (الجرف). الأمراس: الحبال، جمع مرسة. القاموس (مرس).
(٢) هكذا في الأصل، وفي معجم البلدان: الجون.
(٣) مابين معقوفين من معجم البلدان ٢/ ١٢٨.
(٤) وادٍ في المدينة، سيأتي ذكره في حرف القاف.
(٥) هو الطريق الذي كان يسلكه الحاجُّ الشاميُّ، حين كانت الركوب والقوافل، وهو يأتي من وادي مخيض، وقبله البوير، ثمَّ يُنيخ الركب الشاميُّ في آخر منطقة الجرف، مما يلي غرابات وغراب الضائلة (جبل الحبشة اليوم). المدينة بين الماضي والحاضر ص ٤٥٤.
(٦) هم صناع القَصَّة، وهي الجِصُّ.
(٧) صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، من السابقين للإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة. وثالث الخلفاء الراشدين. استشهد سنة ٣٥ هـ. أسد الغابة ٣/ ٤٨٠، الإصابة ٢/ ٤٦٢، الرياض النضرة ٣/ ٥.