للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فإنَّ قلائصاً طوَّحْنَ شهراً … ضلالاً ما رحلْنَ إلى ضلالِ

رحلتُ إليك من جَنَفاءَ حتى … أنخْتُ حيالَ بيتك بالمطالي

وأنشدوا على المقصور قولَ الرَّاجز (١):

إذا بلغْتِ جَنفا فنامي … واستكثري ثَمَّ من الأحلامِ

وذكر موسى بن عقبة (٢)، عن ابن شهاب (٣) قال: كانت بنو فزارة ممَّن قدم على أهل خيبر ليعينونهم، فراسلهم النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يعينوهم، وسألهم (٤) أن يخرجوا عنهم، ولكم من خيبر كذا وكذا. فأبوا، فلما فتح الله خيبر أتاه من كان هنالك من بني فزارة فقال: حظَّنَا والذي (٥) وعدتنا. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حظّكم» أو قال: «لكم ذو الرُّقيبة» (٦) لجبلٍ من جبال خيبر.

فقالوا: إذن نقاتلك؟ فقال: «موعدكم جَنَفاء»، فلما سمعوا بذلك خرجوا هاربين (٧).

والجَنَفاء أيضاً: موضعٌ بين خيبر وفيد.


(١) الرَّجز في فرحة الأديب ص ١٥٦، معجم البلدان ٢/ ١٧٢.
(٢) من صغار التابعين، أدرك عبد الله بن عمر وجابر رضي الله عنهم، كان ثقة، قليل الحديث، كان بصيراً بالمغازي النبوية. وهو أوَّلُ مَنْ صنف فيها، روى عنه الإمام مالك، وتوفي سنة ١٤١ هـ. طبقات خليفة ٢٦٧، الجرح والتعديل ٨/ ١٥٤، سير أعلام النبلاء ٦/ ١١٤.
(٣) محمد بن مسلم بن شهاب الزُّهري، حافظ زمانه، من أئمة التابعين الصغار. روى عن سهل بن سعد وأنس بن مالك، وروى عنه عطاء بن أبي رباح، وعمر بن عبد العزيز. توفي سنة ١٢٤ هـ. طبقات خليفة ٢٦١، الجرح والتعديل ٨/ ٧١، سير أعلام النبلاء ٥/ ٣٢٦.
(٤) تحرَّفت في الأصل إلى: (وسألوهم).
(٥) تحرَّفت في الأصل إلى: (والتي).
(٦) ذكر الشيخ حمد الجاسر (المغانم ٩٥): أنه جبل مطلّ على خيبر من الناحية القرية الشمالية، يسمى الآن أم رقبة، يقع شمال عطوة.
(٧) انظر: الواقدي ٢/ ٦٣٩، وابن هشام ٣/ ٤٦١ - ٤٦٢.