للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال: وفي ناحيةٍ منه قبرُ كُليب أيضاً معروفٌ إلى الآن.

وهو سهلُ الموطئ، كثير الخُلَّة (١)، وأرضُه صلبة، ونباته مسمنة، وبه كانت ترعى إبل الملوك.

وحِمَى الرَّبَذة: أرادَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «لنِعمَ المنْزلُ الحِمى لولا كثرةُ حيَّاتِه» (٢) وهو غليظ الموطئ، كثير الحُموض (٣)، تطول عنه الأوبار، وتتفتق الخواصر، ويرهل اللَّحم.

وحِمْى فَيد: قال ثعلب (٤): الحِمَى حِمَى فَيْد إذا كان في أشعار أسد وطيء، فأمَّا في أشعار كلب، فهو في أحماء بلادهم، قريبٌ من المدينة.

قال أعرابيٌّ (٥):

سقى الله حَيّاً بين صارةَ والحِمى … حِمَى فَيْدَ صوبَ المُدجِناتِ المواطرِ

أَمين، وردَّ الله مَنْ كان منهمُ … إليهم، ووقَّاهمْ صروفَ المقادرِ


(١) الخُلَّة بالضَّمِّ: ما حَلا من النبت. يقال: الخُلَّةُ خبزُ الإبل. والحمضُ فاكهتها. الصحاح (خلل) ٤/ ١٦٨٧.
(٢) لم أقف عليه بهذا اللفظ، لكن روى الطبراني في الكبير ١٢/ ٢٨٤ عن ابن عمر رضي الله … عنهما قال: حمى النبي صلى الله عليه وسلم الربذة لأهل الصدقة.
… قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤/ ١٥٨: ورجاله رجال الصحيح.
… وفي كتاب أبي علي الهجري بحث مطول عن حمى الربذة.
(٣) الحُموض: جمع حَمْض، وهو ما مَلُحَ وأَمَرَّ من النبات. القاموس (حمض) ص ٦٤٠.
(٤) أحمد بن يحيى، إمام الكوفيين في النحو واللغة، لازم ابن الأعرابي، وسمع من محمد بن سلاَّم. وروى عنه نِفْطَويه، وأبو عمر الزاهد. كان ثقة متقناً. من كُتبه (الفصيح) ط، (مجالس ثعلب) ط. توفي سنة ٢٩١ هـ. معجم الأدباء ٥/ ١٤٩، إنباه الرواة ١/ ١٧٣،
بغية الوعاة ١/ ٣٩٦.
(٥) البيتان لمحمد بن عبد الملك الفقعسي، وهما في (المدخل لعلم التفسير) ص ١٠٢، أمالي القالي ١/ ١٨٣، معجم البلدان ٢/ ٣٠٨ - ٣/ ١٨٨، معجم ما استعجم ٣/ ١٠٣٥.