للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وخيبر بلادٌ موصوفةٌ بالحُمَّى، قدم أعرابيٌّ خيبر بعياله فقال (١):

قلتُ لحُمَّى خيبرَ: استعدِّي … هَاكِ عيالي، فاجهدي وجُدِّي

وباكرِي بصالبٍ ووِرْدِ … أعانَكِ اللهُ على ذا الجندِ

فحُمَّ ومات، وبقي عياله.

وهي أيضاً موصوفةٌ بكثرة النَّخل والتَّمر، قال حسَّان بن ثابت (٢) رضي الله عنه:

أَتفخَرُ بالكَتَّان لمَّا لبِسْتَه … وقد يلبس الأَنباطُ رَيْطاً مُقصَّرا

فإنَّا ومَنْ يُهدي القصائد نَحوَنا … كَمُسْتَبضعٍ تمراً إلى أرض خيبرا

وخيبر على ثلاثة أيام من المدينة (٣). وقيل: على ثلاث بُرُدٍ، على يسار خارج الشَّام.

وروى الزُّبير، عن إبراهيم بن جعفر، عن أبيه (٤) قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، ودليلهُ رجل من أشجع، فسلك بهم طريق صدور الأودية، فأدركَتْه الصَّلاةُ بالقرقرة، فلم يُصَلِّ حتى خرج منها، فنزل بين أهل الشَّقِّ وأهل النَّطاة، وصلى إلى عوسجةٍ (٥) هنالك، وجعل حوله أحجاراً.

وعن إبراهيم، عن أبيه قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ميلان في ميل من خيبر مقدَّس» (٦).


(١) البيتان في معجم البلدان ٢/ ٤١٠.
(٢) ديوانه) ص ٢٤٥.
(٣) بينها وبين المدينة ١٦٥ كم، من طريق الشام.
(٤) ترجمته هو وأبوه في مادة (سمران).
(٥) العوسجة: شجرة شوك. القاموس (عسج) ص ١٩٨.
(٦) رواه ابن زبالة في تاريخ المدينة، كما في وفاء الوفا ٤/ ١٢١٠، هو وما بعده. وفيهما ابن زبالة: كذبوه. وإبراهيم بن جعفر قال عنه الدارقطني: مجهول. لسان الميزان ١/ ٤٤. ووقع في الأصل: (ميلان في ميلان في ميل).