للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

صلى الله عليه وسلم: «لا تُعَدُّ فاردتكم»، أي: لا تُضمُّ الفارد إلى غيرها، ثمَّ يؤخذ منه الصَّدقة فتجمع بين متفرِّقٍ الصَّدقةُ.

ثم عاد أُكيدر إلى دومة، فلمَّا مات رسول الله صلى الله عليه وسلم منع أُكيدر الصَّدقة، وخرج من دومة الجندل، ولحق بنواحي الحيرة وابتنى/٣٠٩ قرب عين التَّمر بناءً، وسمَّاهُ دُوْمَة.

وأسلم أخوه حُريث بن عبد الملك (١) على ما في يده، فسَلم له ذلك، فقال سويد الكلبيُّ (٢):

فلا يأمنَنْ قومٌ زوالَ جُدودهم … كما زالَ عن خَبْتٍ ظعائنُ أَكدرا

وتزوَّج يزيدُ بن معاوية (٣) ابنةَ حُريث (٤).

وقيل: إنَّ خالداً لما انصرف من العراق إلى الشام، مرَّ بدومة الجندل، التي غزاها أولاً بعينها وفتحها وقتَل أُكيدر.

قال: وقد رُوي أنَّ أُكيدر كان منْزله أولاً بدومة الحيرة، وهي كانت منازله، وكانوا يزورون أخوالهم من كلب، وإنَّه لمعهم وقد خرجوا للصيد إذ رفعت لهم مدينةٌ متهدِّمةٌ لم يبق إلا حيطانها، وهي مبنية بالجندل، فأعادوا بناءها، وغرسوا فيها الزَّيتون وغيره، وسموها دومة الجندل، تفرقة بينها وبين دومة الحيرة، وكان أكيدر يتردد بينها وبين دومة الحيرة فهذا يزيل الاختلاف.


(١) ذكره ابن حجر في الإصابة ١/ ٣٧٦، في القسم الثالث، وزاد أن يزيد بن معاوية تزوج بنت حريث، كما ذكره المؤلف بعد نقلاً عن ياقوت في معجم البلدان ٢/ ٤٨٨.
(٢) والبيت في فتوح البلدان للبلاذري ص ٨٣، معجم البلدان ٢/ ٤٨٨، وقائله: سويد بن شبيب، ومابين معقوفين زيادة من (المعجم).
(٣) يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، الخليفة الأموي. تقدمت ترجمته.
(٤) من هنا بداية الطمس في الأصل ومقداره صفحتان في الأصل.