للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بني زريق، حليف ليهود، وكان منافقاً ـ لعنه الله ـ.

وفي لفظٍ في الصحيح (١)

: أنَّ لبيد بن أعصم السحولي سحر النبي صلى الله عليه وسلم، فأثَّر السِّحرُ فيه، حتى كان يُخيَّل إليه أنه أتى بعض نسائه، ولم يكن أتاها، وقيل: إنَّ هذا من أشد السحر، فدعا يوماً وابتهل إلى الله تعالى، وتغشَّى بثوبه ونام، فلمَّا انتبه قال: (يا عائشة؟ ألم تعلمي أنَّ الله تعالى أفتاني فيما استفتيته؟. أتاني ملكان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي، أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي: ما وَجعُ الرَّجل؟ فقال: مطبوب. قال: مَنْ طبَّه؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال: فبماذا؟. قال: في مُشطٍ ومُشاطة، في جُفِّ طَلْعةِ ذكَر. قال: فأين هو؟ قال: تحت راعوفةٍ في بئر ذي أروان). فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليها، وكأن ماءها نُقاعة الحِنَّاء، وكأن نخلَها رؤوسُ الشياطين، فاستُخرج السِّحرُ وحُلَّ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم مما هو فيه، كأنما أنشط من عقال.

ووقع عند بعض المُحدِّثين: أعصم بن لبيد، وهو غلط.

وفي لفظ (٢): فذهب النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه، إلى البئر فنظر إليها وقال: (هذه البئر التي أُريتها). فرجع إلى عائشة رضي الله عنها قالت: فقلت يا رسول الله: أفأخرجته؟ وفي لفظٍ: أفلا أخرجته؟ قال: (لا، أمَّا أنا فقد


(١) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

… أخرجه البخاريُّ في الطب، باب: هل يُستخرج السحر، رقم: ٥٧٦٥،١٠/ ٢٤٣، ومسلم في السلام، باب السحر، رقم: ٢١٨٩، ٤/ ١٧١٩. الجُفُّ: وعاء الطلع. القاموس (جفف) ص ٧٩٧. راعوفة البئر: صخرة تترك في أسفل البئر إذا احتفرت، تكون هناك ليجلس المستقي عليها حين التَّنقية. القاموس (رعف) ٨١٤.
(٢) أخرجه البخاري في الطب، باب السحر، رقم: ٥٧٦٦، ١٠/ ٢٤٦.