للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وممَّا يُؤكِّد ذلك قولُه في الحديث: (من بُيوت السُّقيا)، ولم يكن عند هذه البئر بيوتٌ في وقت، ولم يُنقل ذلك. وأيضاً إنَّما استعذب له الماء من السُّقيا لما استوخموا مياه آبار المدينة، وهذه البئر التي ذكرناها كانت لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، فيما حكاه الشيخ جمال الدين المَطَريُّ (١). قال: ونُقل أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عرض جيش بدر (٢) بالسُّقيا التي كانت لسعد، وصلى في مسجدها، ودعا هنالك لأهل المدينة أن يبارك لهم في مُدِّهم وصاعهم، وأن يأتيهم بالرِّزق من هاهنا، وهاهنا، وهاهنا وشرب صلى الله عليه وسلم من بئرها، ويقال لأرضها: الفُلجان، بضمِّ الفاء وبالجيم، وهي اليوم معطلَّة، وكانت مطمومةً، فأصلحها بعض فقراء العجم، في هذه السنين.

وقال ابنُ الفقيه (٣): [السُّقيا: من أسافل أودية تهامة، وقال ابنُ الكلبيِّ:] (٤) لما رجع تُبَّعٌ من المدينة يريد مكة، نزل السُّقيا، وقد عطش فأصابه بِها مَطَرٌ، فسماها السقيا.

وقال الخُوارزميُّ (٥): السُّقيا: قريةٌ عظيمةٌ قريبة من البحر على مسيرة يوم وليلة.

وقال الأصمعيُّ: السُّقيا: المسيلُ الذي يفرغ في عرفة ومسجد إبراهيم.


(١) التعريف ص ٥٩.
(٢) في الأصل: (جيش سعد)، وعليها علامة توقف. والمثبت من التعريف.
(٣) تقدَّمت ترجمته.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، وهو مأخوذ من معجم البلدان ٣/ ٢٢٨.
(٥) محمد بن أحمد البيروني، الخوارزمي، كان لغوياً، أديباً، مؤرخاً، له في الرياضيات والنجوم اليد الطولى. توفي في حدود سنة ٤٤٠ هـ. له (تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن) ط. معجم الأدباء ٦/ ٣٠٨، بغية الوعاة ١/ ٥٠.