للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الأزهريُّ (١): السقيفة كلُّ بناءٍ سقف به صُفَّةٌ أو شبهُ صُفَّةٍ ممَّا يكون بارزاً.

وأمَّا بنو ساعدة الذين أُضيفت إليهم السَّقيفة فهم حيٌّ من الأنصار، وهم بنو ساعدة بن كعب بنِ الخزرج بنِ حارثة بن ثعلبةَ بن عمرو.

منهم سعد بن عبادة (٢) بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة، وهو القائل يوم السَّقيفة: منا أميرٌ، ومنكم أمير. ولم يبايع أبا بكر رضي الله عنه، ولا أحداً، وقتلته الجنُّ بحوران (٣) فيما يقال، وسبق عمرُ رضي الله عنه النَّاسَ وبايعه، ثمَّ وثب أهل السَّقيفة يبتدرون البيعة، وفيه يقول أبو عزَّة الجُمحيُّ (٤):

شكراً لمَنْ هو بالثَّناء خليقُ … ذهبَ اللِّجاجُ وبُويعَ الصِّدِّيقُ

من بعدِ ما دحضَتْ بسعْدٍ نَعْلُهُ … ورجا رجَاءً دونه العَيُّوقُ

جاءت به الأنصارُ عاصِبَ رأسهِ … فأتاهمُ الصديقُ والفاروقُ

/٣٢٨ وأبو عُبيدة، والذين إليهم … نفسُ المؤمِّل للبقاء تتوق

كنا نقول: لها عَلِيٌّ والرضا … عُمَرُ وأَوْلاهم بتلك عَتِيقُ

فدَعَتْ قريشٌ باسمه فأجابها … إن المنَوَّهَ باسمهِ الموثوق


(١) تهذيب اللغة ٨/ ٤١٣ نقلاً عن الليث.
(٢) من سادات الخزرج، وهو صاحب راية الأنصار في المشاهد كلها، توفي بالشام سنة ١٥ هـ. أسد الغابة ٢/ ٢٠٤، الإصابة ٢/ ٣٠.
(٣) منطقة جنوب دمشق تبعد عنها حوالي ٩٠ كم.
(٤) هكذا ورد اسم الشاعر في الأصل، وهو تصحيف، لأنَّ أبا عزَّة الجُمَحي شاعر قريش هجا المسلمين في بدر، وقتله النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد، وورد اسم القائل مع الأبيات في الموفَّقيات للزبير بن بكار، القسم الضائع المستدرك ص ٥٧٩، شرح نهج البلاغة ٢/ ٧٣، وسماه: ابن أبي عبرة القرشي.
العيُّوق: نجم أحمر مضيءٌ في طرف المجرَّة الأيمن. القاموس (عيق) ص ٩١٣.