للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الصُّعَداء (١) فقال لها: لمَ تنفَّسَين؟ والله لو أرَدْتِهِ لنقلتهُ إليكِ حجراً حجراً. فقالت: وما أصنع به؟ إنَّما أردتُ ساكنيه؟

وحكى أنَّ إبراهيم بن عرَبيٍّ (٢) والي اليمامة لما قُبِض عليه، وحُمِلَ إلى المدينة مأسوراً أُمِرَّ به على سلع فقال (٣):

لعمرُكَ إنِّي يومَ سلعٍ للائمٌ … لنفسي، ولكن ما يَرُدُّ التَّلوُّمُ

أأمكنتُ من نفسي عدوّيَ ضِلَّةً … ألهفاً على ما فات لو كنتُ أعلمُ

لو أنَّ صدورَ الأمر يُبدينَ للفتى … كأعقابهِ، لمْ تَلْقَه يَتَنَدَّمُ

وسَلْع أيضاً: جبلٌ بديار هُذَيْل. قال البُرَيقُ الهُذَليُّ (٤):

سقى الرَّحمنُ حَزْمَ نُبايعاتٍ … من الجوزاءِ أَنْواءً غِزَارا

بِمُرْتَجزٍ كأنَّ على ذُراهُ … ركابَ الشَّأْمِ، يحملْنَ البُهارا

يَحُطُّ العُصْمَ من أكنافِ شِعْرٍ … ولم يترُكْ بذي سَلْعٍ حمارا


(١) الصُّعَدَاء: تنفُّسٌ طويل. القاموس (صعد) ص ٢٩٣.
(٢) قَلَبَ المؤلف القصة، وإنما هو ابن البيلماني شاعر نجران واسمه عبدالرحمن، مولى عمر، كان شاعراً مُجيداً وفد على الوليد فأجزل له الحباء، ومات في ولايته. قبض عليه إبراهيم ابن عربي. كما في معجم البلدان ٣/ ٢٣٧، وذكره الهمذاني في صفة جزيرة العرب ص ٧٩ - ٩٩، وترجمته في تهذيب التهذيب ٣/ ٣٤٥ (٤٣٥٢).
… أما إبراهيم بن عربي، فله قصة طريفة مع هشام بن عبدالملك حيث طلب منه خيلاً من نسل الحرون. انظر خبر ذلك في نسب الخيل لابن الكلبي ص ٦٦ وثمَّ آخر يسمى إبراهيم بن عربي، كان قاضي مرو، روى عنه أبو طيبة الجرجاني واسمه عيسى بن سليمان. تصحيفات المحدثين ٣/ ١١٠٨.
(٣) الأبيات في معجم البلدان ٣/ ٢٣٧.
(٤) البُريق بن عياض الخناعي الهذلي، شاعر جاهلي، فصيح. والأبيات في شرح أشعار الهذليين ٢/ ٧٤٢ من قصيدة يرثي فيها أخاه، وفي معجم البلدان ٣/ ٢٣٧.
الحزْم: ما غلُظ من الأرض. القاموس (حزم) ص ١٠٩٣، نُبائعات: اسم بلدة. معجم البلدان ٥/ ٢٥٧ مرتجز: ترجز الرعد: صات، والمراد: مرتعد. القاموس (رجز) ص ٥١١، البُهار: متاع البحر. القاموس (بهر) ص ٣٥٥، شِعْر: جبلٌ. معجم البلدان ٣/ ٣٤٩.