للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وجبلٌ في ديار [غَنيٍّ] (١).

وماء أو وادٍ لفزارة، به بئرٌ.

ومنه المثلُ: أشبَهَ شرجٌ شَرْجاً لو أن أُسيمراً. قاله لُقيم بن لقمان (٢)، وذلك أنَّه وأبَاه نزلا منزلاً يقال له: شَرْجٌ، فذهب لُقيمٌ يُعشيّ إبله، وقد كان لقمان حسد ابنَه لقيماً فأراد هلاكه فحفر له خندقاً، وقطع كلَّ ما هنالكَ [من السَّمُر]، ثمَّ ملأ به الخندق، وأوقد عليه، ليقع فيه لُقيمٌ، فلمَّا عرف المكان، وأنكر ذهاب السَّمُر قال: أشبهَ شرجٌ شرجاً لو أن [في] شَرجٍ أُسيمراً. فذهبت مثلاًـ وأُسيمر تصغير أسمُر، وأسمُر: جمعُ سَمُرٍ.

قالت امرأةٌ من كلبٍ (٣):

سقى اللهُ المنازلَ بين شَرْجٍ … وبين نوادر دِيَماً رِهَاما

وأوساطَ الشَّقيقِ شقيق عَبْسٍ … سقى ربيِّ أجارعَهُ الغَماما

/٣٣٨ فلو كنا نُطاع إذا أمرنا … أطلنا في ديارهمُ المُقَامَا

وقال الحسينُ بن مُطير الأسديُّ (٤):


(١) الزيادة من معجم البلدان ٣/ ٣٣٤.
(٢) المثل في (فصل المقال) ص ٢٢٥، وذكر قصته مطوَّلة، أمثال الضَّبيَّ ص ٧٠، معجم البلدان ٣/ ٣٣٤، وكانت العرب تُعَظِّم شأن لقمان بن عاد الأكبر، والأصغر لقيم بن لقمان، في النباهة والقدر، وفي العلم والحكم. وهو قبل الإسلام بقرون متطاولة. انظر خبره في البيان والتبيين ١/ ١٨٤، خزانة الأدب ١١/ ١٠٧. وما بين المعقوفين زيادة من المعجم.
(٣) الأبيات في معجم البلدان ٣/ ٣٣٤. وتحرفت في المطبوعة (نوادر) إلى: نواظر؟، وانظر معجم البلدان ٥/ ٣٠٦.
الدِّيَمُ جمع دِيمةٍ، وهي مطر يدوم في سكون بلا رعد وبرق. القاموس (دوم) ص ١١٠٨.
الرِّهام جمعُ رِهْمة، وهي المطر الضعيف الدائم. القاموس (رهم) ص ١١١٦.
الأجارع جمع جَرْعة، وهي الرملة الطيبة المنبت. القاموس (جرع) ص ٧٠٩.
(٤) مولى بني أسد من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، شاعرٌ، مقدَّمٌ في القصيد والرجز، فصيح، كلامه يشبه مذاهب الأعراب وأهل البادية. الأغاني ١٤/ ١١٠.
… والبيتان في معجم البلدان ٣/ ٣٣٤.