للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

على ساكني بطن العَقيقِ سلامُ … وإنْ أسهروني بالفراقِ ونَاموا

حظرتُمْ عليَّ النَّومَ وهو مُحلَّلٌ … وحلَلتُمُ التَّعذيبَ وهو حَرامُ

إذا بنتمُ عن حاجرٍ وحجرتُمُ … على السَّمْعِ أن يدنو إليه سلامُ

فلا ميَّلَتْ ريحُ الصَّبا فرعَ بَانةٍ … ولا سجعَتْ فوقَ الغصونِ حَمامُ

ولا قهقهَتْ فيه الرُّعودُ ولا بكى … على حافتيه بالعَشِيِّ غَمامُ

فما لي وما للرَّبْعِ قد بانَ أهلُه … وقد قُوِّضت من ساكنيهِ خِيامُ

ألا ليتَ شِعري هل إلى الرَّملِ عودةٌ … وهل لي بتلك البانتين لِمامُ؟

وهل نهلةٌ من بئر عروةَ عذَبْةٌ … أُداوي بها قلباً بَراه أُوامُ؟

ألا يا حماماتِ الأَراكِ إليكمُ … فما لي في تغريدِكُنَّ مَرامُ!

فوجدي وشوقي مُسعِدٌ ومُؤانسٌ … ونَوْحي ودمعي مطربٌ ومدامُ

وقال أعرابيٌّ (١):

أيا سَرْوَتي وادي العقيقِ سُقيتُما … حَيَاً غَضَّةَ الأنفاس، طِّيبةَ الوردِ

تروَّيتما مجَّ الثرى وتغلغلَتْ … عروقُكما تحت النَّدى في ثرىً جَعْدِ

ولا يَهْنَيَنْ ظلاَّكما إنْ تباعدَتْ … بيَ الدَّار مَنْ يرجو ظلالكما بعدي

وقال أعرابيٌّ أيضاً (٢):

ألا أيُّها الرَّكْبُ المُخِبُّونَ هل لكمُ … بأهل العقيقِ، والمنازلِ من عِلْمِ؟

فقالوا: نعم، تلك الطُّلول كعهدهِا … تلوحُ، وما يُغني سؤالك عن علمِ؟

وقد أكثر الشُّعراء من ذكر العقيق، والتَّشُّوق إليه، وإنَّما أتيت بقصير من طويله، وحقير من جليله.

وأمَّا قصورها ودورها، ومنازلها وقراها؛ فإنما أوردناها على نسق الحروف في أبوابها، كما ذكرناه آنفا. وبالله التوفيق.


(١) الأبيات في معجم البلدان ٤/ ١٤٠، وفاء الوفا ٣/ ١٠٦١. وتحرفت: (تروّيتما) إلى: (ترديما) في الأصل.
(٢) الأبيات في وفاء الوفا ٣/ ١٠٦٨.
… المخبّون: المسرعون. قال في القاموس (خبب) ص ٧٧: والخَبَب محرّكةً: ضربٌ من العدو، أو كالرّمل.