للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وفي مغازي ابن إسحاق (١): وأقبلوا حتى نزلوا بعينين، جبلٍ ببطن السَّبخة من قناة، على شفير الوادي، مقابل المدينة.

قال الفرزدق (٢):

ونَحنُ منعنا يوم عَيْنينِ مِنقراً … ولم ننب في يَومي جَدُودٍ، عن الأسلِ

قلتُ: وكان الرُّماة يوم أُحد على هذا الجبيل المسمَّى عينين.

وعنده مسجدان: أحدهما في ركن عينين الشرقي، يقال: إنَّه الموضع الذي طُعِنَ فيه حمزة رضي الله عنه، والمسجد الآخر وراء هذا المسجد على نحو رميةٍ بحجر على شفير الوادي، يقال: إنَّه مصرع حمزة رضي الله عنه، وإنَّه مشى بطعنته إلى هناك، فصُرع رضي الله عنه. وقد تجددت هناك عين ماء جددها الأمير بدر الدين وُدَيُّ بن جَمَّاز (٣) صاحب المدينة، ومفيض هذه العين عند المسجد الأول، وعليها حديقة حسنة ونخل، وقد استبعلت (٤) في هذه الأيام، لانقطاع العين ودثورها.

وعينان أيضاً: ماءةٌ بالبحرين، وإليه ينسب خُليد عَينين (٥) الشاعر.


(١) السيرة النبوية ٣/ ٢٦.
(٢) البيت ليس في ديوانه وليس له، بل هو للبعيث المجاشعي كما في نقائض جرير والفرزدق لأبي عبيدة ١/ ١٠٨ وذكر القصيدة، وهو في معجم البلدان ٤/ ١٨٠، و معجم ما استعجم ٣/ ٩٨٦، وفيه: (ويوم جدودٍ لم نواكل عن الأصل) وهو في جمهرة اللغة ٢/ ٩٥٦ والتكملة والذيل للصاغاني: عين، ٦/ ٢٧٩.
والبعيث اسمه خداش بن بشر، كان خطيباً شاعراً مجيداً، بينه وبين جرير مهاجاة طويلة. توفي سنة ١٣٤ هـ. معجم الشعراء ص ٥٦، معجم الأدباء ١١/ ٥٢.
(٣) تأتي ترجمته في الباب السادس.
(٤) استبعلت: صارت لا تسقى. القاموس (بعل) ص ٩٦٧.
(٥) شاعر من بني عبد القيس، من شعراء العصر الأموي، مدح زياد بن أبيه، وله معارضة مع جرير. الشعر والشعراء ص ٣٠٣، طبقات فحول الشعراء ١/ ٤٤٩، أنساب الأشراف للبلاذري ١٢/ ٥٠.