للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أن تأتوني، ولَبَابُ أمير المؤمنين أعودُ عليكم من بابي. فقلتُ له: على رِسْلك! أنا أستغفرُ الله من حسنِ الظَّنِّ بك، وانصرفتُ من عنده، فأدركني رجلٌ من أهل بَلدِه، فأخبرتُه بخبري. فقال: قد عَوَّضكَ الله خيراً مما فاتكَ، ثمَّ بعث غُلاماً فأتاني بثلاثة آلاف دينار، فدفعها إليَّ، وسألني عمَّا أحتاج إليه من الكسوة فكتبتُها له، فلمَّا كان بعد العشاء، دخل عليَّ صاحبُ المنْزل فقال: هذا الأمير معنُ بن زائدة يدخلُ عليك. فلمَّا دخل أكبَّ على رأسي ويدي، ثمَّ قال: يا سيدي وابن سادتي، /٣٨٣ اعذرني، فإنِّي أعرفُ ما أُداري فلمَّا قرَّ قرارُه أعلمتُه بالكتاب الذي من أبي عبد الله، فقبَّله، وقرأه، ثمَّ أمر لي بعشرة آلاف دينار، ثمَّ قال لي: أيُّ شيء أَقْدَمكَ؟! فأخبرتُه خبري، فأمر لي بعشرة آلاف دينار أُخرى، وبعشرٍ من الإبل، وثلاثِ نجائب برحالها، وكساني ثلاثين ثوباً وشياً، وغيرها، وقال لي: جُعلتُ فداك! إني لأظنُّ أبا عبد الله يتطلَّعُ إلى قدومك، فإنْ رأيتَ أن تخفَّ الوقفة، وتمضي فعلتَ ثمَّ ودَّعني، فتلوَّمْتُ بعد ذلك أياماً، ثمَّ قضيتُ حوائجي، ثمَّ خرجْتُ حتى قدمتُ مكَّةَ موافياً لعمرة شهر رمَضان، فإني لفي الطَّواف، حتى لقيتُ مُعتِّباً مَولى أبي عبد الله، فسلَّمتُ عليه، وسائلته فقال: هُو ذا أبو عبدِ الله قد وافى، وإنَّ أحدثَ ما ذكرك

البارحة، فمشيتُ إليه حتى أتيتُه فسلَّمتُ عليه، وسائلته وقبَّلْتُ رأسه. فقال: كيف تركت مَعنْاً؟!

فأخبرتُه بسلامته. فقال: أصبتَ منه-بعدما جَبَهك وصاح عليك-عشرين ألف دينار سوى ما أصبتَ من غيره؟! قلتُ: نعم جُعلتُ فداك!.

فقال: فإنَّ مَعَنا جماعةً من أصحابك ومواليك، وقد كانوا يدعون الله لك، ويذكرونك، فمُرْ لهم بشيءٍ. قلتُ: ذاك إليك، جعلني الله فداك!. قال: فأعطِهم ما رأيتَ، كم في نفسك أن تُعطيَهم؟! فقلت: ألف دينار. قال: إذًا تُجحفُ بنفسك، ولكن فَرِّقْ عليهم خمسمائة دينار، وخمسمائة دينار لمن