للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لنائبتهم وضيفهم، فإذا متُّ فهو إلى والي الأمر بعدي» (١) فأمسكن.

فلمَّا ولي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه خطب النَّاسَ وقصَّ قصَّةَ فَدَك، وخلوصها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنَّه كان ينفق منها، ويضع فضلها في أبناء السبيل، وأنه صلى الله عليه وسلم لما قُبِض فعل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. فلمَّا ولي معاويةُ رضي الله عنه أقطعها مروان بن الحكم، وإنَّ مروان وهبها لعبد العزيز (٢) ولعبد الملك ابنيه، ثمَّ إنَّها صارت لي، وللوليد وسليمان، وأنَّه لما ولي الوليد/٣٩٢ سألتُه حصَّتَه فوهبها لي، وسألتُ سليمان حصَّته فوهبها لي أيضاً فاستجمعتها، وأنه ما كان لي مال أحبَّ إليَّ منها، وإني أشهدكم أني رددتُها على ما كانت عليه في أيام النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. فكان يأخذ مالها هو ومن بعده فيخرجه في أبناء السبيل.

فلما كانت سنة عشرين ومائتين، أمر المأمون بدفعها إلى ولد فاطمة رضي الله عنهم، وكتب إلى قُثَم بن جعفر (٣) عامله بالمدينة: أنَّه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى ابنته فاطمة رضي الله عنها فدك، وتصدَّق بِها عليها، وأنَّ ذلك كان أمراً ظاهراً معروفاً عند آله عليهم السَّلام، ثمَّ لم تزل فاطمة رضي الله عنها تدَّعي منها بما هي أولى، وأنَّه قد رأى ردَّها إلى ورثتها وتسليمها إلى


(١) أخرجه ابن شبة ١/ ١٩٧، والبلاذري ص ٤٢ من طريق عروة.

… ولبعضه شاهد من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
… أخرجه البخاري، في الفرائض، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لانورث ماتركنا صدقة، رقم: ٦٧٣٠. ومسلم في الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لانورث ماتركنا صدقة، رقم:١٧٥٨.
(٢) كان ولي العهد بعد عبد الملك، استقلَّ بملك مصر عشرين سنة، روى عنه ابنه الخليفة العادل عمر، والزُّهري، وكان ثقة في الحديث، مات سنة ٨٦ هـ. طبقات ابن سعد ٥/ ٢٣٦، المعارف ص ٣٥٥، سير أعلام النبلاء ٤/ ٢٤٩.
(٣) قثم بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبدالله بن العباس، ولاّه المأمون المدينة في سنة ٢٠٨ هـ ثم عزله بعدها. تاريخ خليفة ص ٤٧٦، فتوح البلدان ص ٤٥.