للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال محمد بن عبد الله بن نمير: "هذا الحديث؛ حديث محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة في المواقيت: خطأ، ليس له أصل" [التمهيد (٣/ ٣٨٨)].

وقال عباس الدوري: "سمعت يحيى يضعف حديث محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

أحسب يحيى يريد: إن للصلاة أولًا وآخرًا، وقال: إنما يروى عن الأعمش، عن مجاهد" [تاريخ ابن معين (٩/ ٣٩٣/ ١٩٠٣)].

وقال في موضع آخر: "سمعت يحيى يقول: حديث الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كان للصلاة أولًا وآخرًا" رواه الناس كلهم، عن الأعمش، عن مجاهد: مرسلًا" [تاريخ ابن معين (٤/ ٦٦/ ٣١٧٥)].

نقل هذين النصين: البيهقي، وابن عبد البر، وزاد الأخير في النص الأخير: "ورواه محمد بن فضيل عن الأعمش فأخطأ فيه، وهو حديث ضعيف، ليس بشيء، إنما هو: الأعمش عن مجاهد: مرسل" [التمهيد (٣/ ٣٨٨)].

وسأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث فقال: "هذا خطأ، وهم فيه ابن فضيل، يرويه أصحاب الأعمش: عن الأعمش، عن مجاهد، قوله" [العلل (١/ ١٠١/ ٢٧٣)].

وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة إلا محمد بن فضيل، ولم يتابع عليه، وإنما يرويه زائدة بن قدامة عن الأعمش عن مجاهد موقوفًا من قوله".

وقال العقيلي بعد حديث زائدة، عن الأعمش، عن مجاهد؛ قوله، قال: "وهذا

أولى يعني: من حديث ابن فضيل.

وقال الدارقطني بعد مسند ابن فضيل: "هذا لا يصح مسندًا، وهم في إسناده ابن فضيل، وغيره يرويه عن الأعمش، عن مجاهد: مرسلًا"، ثم أسند موقوف مجاهد من طريق زائدة، ثم قال: "وهو أصح من قول ابن فضيل، وقد تابع زائدة: عبثر بن القاسم".

وقال ابن عبد البر في التمهيد (٣/ ٣٨٨): "هذا الحديث عند جميع أهل الحديث: حديث منكر، وهو خطأ، لم يروه أحد عن الأعمش بهذا الإسناد إلا محمد بن فضيل، وقد أنكروه عليه" [وانظر: المعرفة للبيهقي (١/ ٤٠٧)].

وحسم ابن عبد البر المسألة بحكاية إجماع أهل الحديث على إنكار هذا الحديث على ابن فضيل، وإجماع أهل الحديث: حجة، لا يجوز العدول عنه بحال؛ فها هم أئمة نقاد الحديث قد اتفقوا على أن ابن فضيل قد وهِم فيه، وهم: البخاري، وابن معين، وابن نمير، وأبو حاتم، والبزار، والعقيلي، والدارقطني، وابن عبد البر، غير من نقل كلام بعضهم وأقره عليه، مثل: الترمذي، والبيهقي، وغيرهم.

فلا وزن بعدئذ لقول من أتى بعدهم فرد إجماعهم بتأويل ضعيف، مثل ما قال ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>