للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"ولحمزة أحاديث صالحة، وكل ما يرويه أو عامته: مناكير موضوعة، والبلاء منه، ليس ممن يروي عنه، ولا ممن يروي هو عنهم".

قلت: وهو كما قال؛ فالإسناد إلى حمزة: لا بأس به، لكن الشأن في حمزة بن أبي حمزة النصيبي، فإنه: متروك، منكر الحديث، اتهمه بالوضع: ابن عدي وابن حبان والحاكم [التهذيب (١/ ٤٨٩)، الميزان (١/ ٦٠٦)].

• وقد صح عن ابن عمر خلافه، من فعله - رضي الله عنهما -:

فقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه (١/ ١٩١/ ٢١٨٥)، قال: نا وكيع، عن سفيان، عن نسير [وقع في المطبوع: بُسْر]، قال: رأيتُ ابن عمر يؤذن على بعير. قال سفيان: قلت له: رأيته يجعل إصبعيه في أذنيه؟، قال: لا.

ورواه عبد الرزاق في مصنفه (١/ ٤٧٠/ ١٨١٦)، عن الثوري، عن نسير بن ذعلوق، قال: رأيت ابن عمر يؤذن وهو راكب، قال: قلت له: أواضع إصبعيه في أذنيه؟ قال: لا.

قلت: وهذا إسناد كوفي صحيح، إلى ابن عمر، وقد علقه البخاري في صحيحه [١٠ - كتاب الأذان، ١٩ - باب هل يتتبع المؤذن فاه هاهنا وهاهن؟ ... قبل الحديث رقم (٦٣٤)، بصيغة الجزم، فقال: "كان ابن عمر لا يجعل إصبعيه في أذنيه" [وانظر: الفتح لابن رجب (٣/ ٥٥٨)، الفتح لابن حجر (٢/ ١١٤)].

٥ - حديث عبد الله الهوزني عن بلال:

قال ابن حجر في التغليق (٢/ ٢٧١): "قال الطبراني في مسند الشاميين، [و] في المعجم الكبير: حدثنا أحمد بن الخليل [كذا]: ثنا أبو توبة: ثنا معاوية بن سلام: حدثني زيد بن سلام، أنَّه سمع أبا سلام، يقول: حدثني عبد الله الهوزني، قال: لقيت بلالًا - مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - فقلت: يا بلال! ألا تحدثني كيف كانت نفقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ... فذكر الحديث بطوله، وفيه: خرجت إلى البقيع، فجعلت إصبعي في أذني، فأذنت. رواه أبو داود عن أبي توبة بطوله، وصححه ابن حبان".

وقال في هدي الساري (٢٧): "لكن عند أبي داود في السنن، والطبراني في مسند الشاميين، وصححه ابن حبان، من طريق: عبد الله الهوزني، قال: لقيت بلالًا، فذكر حديثًا طويلًا، فيه: قال بلال: فجعلت إصبعي في أذني فأذنت".

وقال في الفتح (٢/ ١١٥): "وله شواهد ذكرتها في تغليق التعليق، من أصحها: ما رواه أبو داود وابن حبان، من طريق: أبي سلام الدمشقي، أن عبد الله الهوزني، حدثه قال: قلت لبلال: كيف كانت نفقة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ ... فذكر الحديث، وفيه: قال بلال: فجعلت إصبعي في أذني فأذنت".

قلت: أما أبو داود، فقد روى الحديث في سننه (٣٠٥٥)، لكن اختصر منه موضع الشاهد فلم يذكره، وهكذا رواه البيهقي في سننه الكبرى (٩/ ٢١٥) من طريقه.

وأما ابن حبان فلم يذكر موضع الشاهد هكذا، ولكن وقع عنده (٦٣٥١): " ... ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>