للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا عاصم بن هلال".

وهذا حديث منكر؛ لا يُعرف من حديث أيوب السختياني، تفرد به عنه: عاصم بن هلال البارقي، وهو ليس بالقوي، حدث بأحاديث مناكير عن أيوب [التهذيب (٢/ ٢٦٠) والحديث قد رواه جماعة من أصحاب أيوب المكثرين عنه: حماد بن زيد، وإسماعيل بن علية، وعبد الوارث بن سعيد، فرووه عن ليث، عن نافع، عن ابن عمر، كما تقدم ذكره، ولو كان عند أيوب لكانوا أولى الناس به أن يرووه عنه، والله أعلم.

• نرجع بعد ذلك إلى حديث ليث، لنذكر الاختلاف فيه عليه:

فقد رواه: حماد بن زيد، وإسماعيل بن علية، وعبد الوارث بن سعيد [البصريون]: عن ليث بن أبي سليم [الكوفي]، عن نافع، عن ابن عمر، كما تقدم ذكره.

وخالفهم: عمر بن عبد الرحمن بن قيس الكوفي، أبو حفص الأبار الحافظ.

٢ - فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

يرويه عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبار [كوفي، ثقة]، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الله بن الحسن [هو: ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: ثقة]، عن أمه [فاطمة بنت الحسين: ثقة، ولم تدرك جدتها فاطمة]، عن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "خياركم ألينكم مناكب في الصلاة" زاد في رواية: "وأكرمكم للنساء".

أخرجه ابن عدي في الكامل (٦/ ٨٩)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٢/ ٤٩).

هكذا رواه عن ليث: أهل بلده بهذا الإسناد، ورواه الغرباء عن ليث عن نافع عن ابن عمر، والذي يظهر في أنَّه اضطراب من الليث نفسه، فهو حديث مضطرب، والله أعلم.

٣ - زيد بن أسلم مرسلًا:

رواه معمر بن راشد، وحفص بن ميسرة العقيلي [وهما ثقتان]:

عن زيد بن أسلم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خياركم ألينكم مناكب في الصلاة".

أخرجه ابن وهب في الجامع (٤٠٤)، وعبد الرزاق (٢/ ٥٨/ ٢٤٨٠).

وهذا مرسل أو معضل؛ فإن زيد بن أسلم العدوي، مولى عمر، روى عن بعض الصحابة، وكان يرسل، وهو مكثر عن التابعين، واللّه أعلم.

وانظر: علل الدارقطني (١٣/ ٢١٨/ ٣١١٣).

• والحاصل: أن حديث الباب لا يصح، إذ إن ضعفه لشديد، ولا تصلح معه هذه الشواهد، والله أعلم.

قوله: "ألينكم مناكب"، قال السرقسطي: "يريد أشدكم تواضعًا، وأقلكم التفاتًا، وأسكنكم حركة"، وانظر هذا المعنى عند أبي عبيد في غريب الحديث (٥/ ٨٩)، وترجم للحديث ابن المنذر بقوله: "ذكر فضل تليين المناكب في الصلاة، وفضل توسيع الرجل للداخل في الصلاة"، وفسره ابن حبان بالسكون والخشوع، فترجم له بقوله: "ذكر البيان بأن من كان في صلاته أسكن، ولله أخشع: كان من خير الناس"، وقال ابن الأثير في

<<  <  ج: ص:  >  >>