للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الروم، فلبس عليه بعضها، قال: "إنما لبس علينا الشيطان القراءة من أجل أقوام يأتون الصلاة بغير وضوء، فإذا أتيتم الصلاة فأحسنوا الوضوء".

أخرجه أحمد (٣/ ٤٧١).

• ورواه معمر بن راشد [ثقة]، عن عبد الملك بن عمير؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في الفجر يوم الجمعة بسورة الروم.

أخرجه عبد الرزاق (٢/ ١١٧/ ٢٧٣٠)، ومن طريقه: جعفر المستغفري في فضائل القرآن (٢/ ٥٨٣/ ٨٤٧).

هكذا رواه معمر مرسلًا، فلم يذكر أحدًا فوق عبد الملك.

قال ابن منده في الكنى (٢٧٥٤): "أبو روح: شبيب بن نعيم، وهو ابن أبي روح، شامي حمصي، ذُكِر في الصحابة، ولا يصح، وهو تابعي"، قلت: وهو كما قال؛ فإنه يروي عن الصحابة والتابعين.

وقال ابن عبد البر في ترجمة شبيب بن ذي الكلاع: "حديثه هذا مضطرب الإسناد" [الاستيعاب (١١٩٠)].

قلت: وهذا هو الصواب؛ هو حديث مضطرب الإسناد، اضطرب فيه عبد الملك بن عمير؛ فإنه لم يكن بالحافظ، والحفاظ يختلفون عليه [انظر: هدي الساري (٤٤٣)، التهذيب (٢/ ٦٢٠)، الميزان (٢/ ٦٦٠)، انظر فيما تقدم الحديث رقم (٦٥٣)].

وقد اختلف الثقات عليه في هذا الحديث، فرواه الثوري وشعبة بزيادة رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في الإسناد ولم يذكر شبيب منه سماعًا، ورواه بدون هذه الزيادة: زائدة وأبو الأشهب وأبو حمزة السكري وجرير وعبيدة وشريك، ورواه معمر فلم يعدُ عبد الملك.

قال أحمد: "عبد الملك: مضطرب الحديث، قلَّ حديثٌ يرفعه لا يختلف فيه" [سؤالات أبي داود (٣٦٥) وقال أيضًا: "مضطرب الحديث، قلَّ من روى عنه إلا اختلف عليه" [سؤالات المروذي (١٩٧ و ١٣١) وقال أيضًا: "سماك بن حرب أصلح حديثًا من عبد الملك بن عمير، وذلك أن عبد الملك يختلف عليه الحفاظ]، وقال أيضًا: "عبد الملك بن عمير: مضطرب الحديث جدًّا مع قلة حديثه، ما أرى له خمسمائة حديث، وقد غلط في كثير منها" [الجرح والتعديل (٥/ ٣٦٠)].

فظهر بهذا أن هذا الاختلاف إنما هو من عبد الملك نفسه، اضطرب فيه، ولم يُقِم إسناده، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن شبيب بن نعيم هذا ليس بذاك المشهور، ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة من الثقات، منهم حريز بن عثمان، وقال ابن القطان الفاسي: "لا تُعرف حاله" [التاريخ الكبير (٤/ ٢٣١)، الجرح والتعديل (٤/ ٣٥٨)، الثقات (٤/ ٣٥٩)، بيان الوهم (٢/ ٢٢٣/ ٢٠٦) و (٥/ ٣١/ ٢٢٧٤)، التهذيب (٢/ ١٥٢)]، وقد جاءنا بحديث يخالف أصلًا من الكتاب والسُّنَّة؛ فمن الكتاب: قول الله تبارك وتعالى: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.

<<  <  ج: ص:  >  >>