للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو علي: "لم أكتبه إلا عن هذا الشيخ من كتابه".

قلت: هو محمد بن علي بن الحسن بن علي بن حرب، أبو الفضل القاضي من أهل الرقة: وثقه الدارقطني، وخفي ذلك على ابن القطان فقال: "لا تُعرف حاله" [تاريخ الرقة (١٢٠)، سؤالات السهمي (١٧)، تاريخ بغداد (٣/ ٧٢)، تاريخ دمشق (٥٤/ ٢٦١)، كان الوهم (٥/ ٨٥/ ٢٣٢٩)، تاريخ الإسلام (١٨/ ٢٨٩)]، ولا أظن الوهم منه، لا سيما وقد حمله أبو علي الحافظ عنه من كتابه، والوهم فيه عندي من شيخه، فإنه ليس بذاك المشهور بالرواية عن ابن علية، وقد خالف من هو أعلم بحديث ابن علية منه، وهما: الإمام أحمد بن حنبل، وهو ثقة ثبت، إمام حجة، ومؤمل بن هشام اليشكري، وهو ثقة بصري، مكثر عن ابن علية، بل هو ختن إسماعيل ابن علية، وأهل بيت الرجل أعلم بحديثه من الغرباء، والله أعلم.

• قال البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٢٠٧) بعد حديث عبيد الله بن عمرو هذا: "ولا يصح أَنس"؛ يعني: أن الصحيح هو المرسل؛ ولا يصح وصله بذكر أَنس، والله أعلم.

وقال أبو حاتم: "وهِم فيه عبيد الله بن عمرو، والحديث ما رواه: خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن محمد بن أبي عائشة، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" [العلل (١/ ١٧٥/ ٥٠٢)].

وقال ابن عدي في الكامل (٣/ ١٢٩): "ورواه عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن أبي قلابة عن أَنس، وهذا أيضًا خطأ عن أيوب، أخطأ عليه عبيد الله بن عمرو، ... ".

وقال الدارقطني في العلل (١٢/ ٢٣٧/ ٢٦٦٤): "وخالفهم ابن علية، وابن عيينة، وحماد بن زيد؛ رووه عن أيوب، عن أبي قلابة مرسلًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".

وهو [الـ]ـصحيح من رواية أيوب".

وقال البيهقي في السنن (٢/ ١٦٦): "وقد قيل: عن أبي قلابة عن أَنس بن مالك، وليس بمحفوظ".

• ووجه آخر من الاختلاف في هذا الحديث على أيوب، وليس بشيء:

فقد روي من طرقٍ في بعضها ضعف:

عن الربيع بن بدر [متروك، لقبه عُلَيلة]، عن أيوب السختياني، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ... فذكر نحوه.

أخرجه ابن عدي في الكامل (٣/ ١٢٨ - ١٢٩)، وأبو بكر ابن المقرئ في الأربعين (٣٥)، والدارقطني (١/ ٣٤٠)، والبيهقي في القراءة خلف الإمام (١٥٢ - ١٥٤ و ٤٤٠).

قال ابن عدي: "وهذا أخطأ فيه عليلة على أيوب، فقال: عن الأعرج عن أبي هريرة، ورواه عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن أبي قلابة عن أَنس، وهذا أيضًا خطأ عن أيوب، أخطأ عليه عبيد الله بن عمرو، والصواب: ما رواه جماعة عن أيوب عن أبي قلابة عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>