للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الطبراني في الأوسط: "لا يُروى هذا الحديث عن طارق إلا بهذا الإسناد، تفرد به: إسحاق بن منصور".

وعلى هذا فإن زيادة أبي موسى في الإسناد: وهمٌ؛ كما البيهقي وابن حجر.

وإسناده صحيح غريب؛ قيس بن مسلم الجدلي الكوفي: ثقة، روايته عن طارق بن شهاب في الصحيحين والسنن، وإبراهيم بن محمد بن المنتشر الهمداني الكوفي: ثقة، روى له الجماعة، وهريم بن سفيان البجلي الكوفي: ثقة، روى له الجماعة، وإسحاق بن منصور السلولي: ثقة، روى له الجماعة.

ولو ثبت أن ابن عيينة تابع فيه هريم بن سفيان [كما قال الحاكم]، لزالت غرابته.

وطارق بن شهاب: صحابي؛ رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - كبير، ولم يثبت له منه سماع، وغزا في خلافة أبي بكر، وهو ممن أدرك الجاهلية، وحديثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل، ومراسيل الصحابة مقبولة وهي حجة [راجع ترجمته تحت الحديث رقم (٣٣٩)].

قال الخطابي في المعالم (١/ ٢١٠): "ليس إسناد هذا الحديث بذاك، وطارق بن شهاب: لا يصح له سماع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلا أنه قد لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - ".

وقال البيهقي في السُّنن (٣/ ١٨٣): "وهذا الحديث وإن كان فيه إرسال، فهو مرسل جيد، فطارق من كبار التابعين، وممن رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإن لم يسمع منه، ولحديثه هذا شواهد" [تنقيح التحقيق (٢/ ٥٥٣)].

وقال في المعرفة: "هذا هو المحفوظ مرسل، وهو مرسل جيد".

قال ابن الملقن في البدر المنير (٤/ ٦٣٧): "هذا الحديث صحيح".

وتعقب الخطابيَّ بكلام طويل، قال في آخره: "وعلى تقدير عدم سماعه ألبتة؛ لا يقدح ذلك في صحة الحديث؛ لأن نهايته أنه مرسل صحابي، وهو حجة بالإجماع إلا من شذ، ... ".

وتعقب أيضًا البيهقي فقال (٤/ ٦٤٠): "هذا الكلام منه مخالف لرأي الجمهور؛ فإن عندهم أن الصحبة تثبت بالرؤية فقط، وقد عده من أسلفنا من الصحابة".

وقال النووي في المجموع (٤/ ٤٠٣): "رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم، إلا أن أبا داود قال: طارق بن شهاب رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمع منه شيئًا. وهذا الذي قاله أبو داود لا يقدح في صحة الحديث؛ لأنه إن ثبت عدم سماعه يكون مرسلَ صحابيٍّ، ومرسل الصحابي حجةٌ عند أصحابنا، وجميعِ العلماء؛ إلا أبا إسحاق الإسفراييني"، وذكر نحوه في الخلاصة (٢/ ٧٥٧/ ٢٦٤٧).

وصحح ابن رجب إسناده إلى طارق بن شهاب [الفتح (٥/ ٣٢٧)].

وله شواهد كثيرة لا يصح منها شيء، وفي بعضها ضعف يسير، منها:

١ - حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة؛ إلا عبدًا أو امرأةً أو صبيًا، ومن استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه، والله غني حميد".

<<  <  ج: ص:  >  >>