للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإذا سلمتُ من الظهر فأقم مكانك، فأقام، فصلى الظهر ركعتين ثم سلم، ثم أقام مكانه فصلى العصر ركعتين، ثم ركب، فأسرع السير حتى غابت الشمس، فقال له المؤذن: الصلاة يا أبا عبد الرحمن! فقال: كفعلك الأول، فسار حتى إذا اشتبكت النجوم نزل، فقال: أقم، فإذا سلمتُ فأقم، فصلى المغرب ثلاثًا، ثم أقام مكانه فصلى العشاء الآخرة، ثم سلم واحدة تلقاء وجهه، ثم قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا حضر أحدكم أمر يخشى فوته فليصل هذه الصلاة".

أخرجه النسائي في المجتبى (١/ ٥٨٨/٢٨٥) و (١/ ٢٨٨ - ٢٨٩/ ٥٩٧)، وفي الكبرى (٢/ ٢٢١/ ١٥٧٧)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٣١٩/ ١٣٢٣٣).

قلت: هو حديث منكر بهذا السياق؛ كثير بن قاروندا: ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جمع من الثقات [التهذيب (٣/ ٤٦٤)]، وحري به أن يضعَّف.

فقد قال ابن القطان عنه في بيان الوهم (٥/ ٤١/ ٢٢٨٠) وهو بصدد الكلام عن هذا الحديث بعينه: "وهو ممن لا تعرف حاله؛ وإن كان قد روى عنه جماعة، منهم: يزيد بن زريع، والنضر بن شميل، وروح بن عبادة، وعلي بن عبد العزيز.

وإلى هذا؛ فإن الحديث المذكور منكر، من حيث عُلِم من رواية ابن عمر؛ أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جمع فقط، فأما هذا اللفظ الذي قال بعده؛ فلا يعرف إلا من رواية كثير هذا".

قلت: هكذا أنكر عليه ابن القطان الفاسي هذا الحديث، لتفرده فيه بزيادات لم يأت بها غيره، وراجع الكلام عن كثير بن قاروندا في موضع سابق عند الحديث رقم (٥٢٠)، الطريق رقم (٢٢) [فضل الرحيم الودود (٦/ ١٤٥/ ٥٢٠)].

٣ - ورواه محمد بن عمرو بن علقمة، عن سالم، عن أبيه، قال: كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا جدَّ به السير أخَّر هذه الصلاة، يعني: المغرب.

أخرجه البزار (١٢/ ٢٦٨/ ٦٠٤٦)، بإسناد صحيح إلى محمد بن عمرو.

وهو حديث صحيح.

٤ - وروى سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد -هو: ابن أسلم-، عن أبيه، قال: كنت مع عبد الله بن عمر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- بطريق مكة، فبلغه عن صفية بنت أبي عبيد شدَّةُ وجعٍ، فأسرع السير حتى كان بعد غروب الشفق نزل، فصلى المغرب والعتمة، جمع بينهما، وقال: إني رأيت النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا جدَّ به السير أخَّر المغرب، وجمع بينهما.

أخرجه البخاري (١٨٠٥ و ٣٠٠٠)، والبيهقي (٣/ ١٦٠)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٢/ ٦٦/ ٩٢٧).

٥ - وروى أحمد بن حنبل، والحميدي، والشافعي، وإسحاق بن راهويه، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وإبراهيم بن بشار الرمادي، وغيرهم:

عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن إسماعيل بن عبد الرحمن [ابن أبي ذؤيب الأسدي]-شيخ من قريش-، قال: صحبت ابن عمر إلى الحمى، فلما غربت

<<  <  ج: ص:  >  >>