للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المواقيت، والتي هي أصل محكم، يُردُّ إليها ما تشابه من الأحاديث المشكلة، لاسيما وقد وصف النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالتفريط من أخر الصلاة حتى يجئ وقت الصلاة الأخرى، وأن ما رخص فيه الشرع للمسافر من قصر الصلاة وجمع الصلاتين في وقت إحداهما لا يتعدى فيه موضع الرخصة، وهو السفر، فليس له أن يفعل ذلك في الحضر؛ إلا لدليل في غاية الظهور والبيان، وسيأتي لذلك مزيد بيان بعد ذكر هذه الطرق.

٣ - وروى داود بن قيس الفراء [مدني، ثقة]، وابن جريج [مكي، ثقة، ممن روى عن صالح مولى التوأمة قبل اختلاطه]:

عن صالح مولى التوأمة؛ أنه سمع ابن عباس، يقول: جمع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، بالمدينة في غير سفر ولا مطر [وفي رواية: في غير خوف ولا مطر].

قال: قلت لابن عباس: لم تراه فعل ذلك؟ قال: أراه للتوسعة على أمته.

أخرجه أحمد (١/ ٣٤٦)، وعبد الرزاق (٢/ ٥٥٥/ ٤٤٣٤)، وابن أبي شيبة (٢/ ٢١٠/ ٨٢٣٠)، وعبد بن حميد (٧٠٩)، وأبو يعلى (٥/ ٨٠/ ٢٦٧٨) والطحاوي (١/ ١٦٠)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٣٢٦/ ١٠٨٠٣) و (١٠/ ٣٢٧/ ١٠٨٠٤)، وابن عدي في الكامل (٤/ ٥٧)، وأبو الشيخ في جزء من حديثه بانتقاء ابن مردويه (٣٥)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ٤٠٨) و (٢/ ١٦٦).

رواه عن داود بن قيس جماعة من الثقات، منهم: وكيع بن الجراح، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرزاق بن همام، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وسفيان الثوري [وهو غريب من حديثه].

هكذا اشتهر حديث داود بن قيس الفراء، وتداوله المصنفون، بينما حديث ابن جريج يعدُّ من الغرائب، حيث لم يروه عنه راويته عبد الرزاق، ولا أصحابه المكثرون عنه، وإنما تفرد به عنه: يحيى بن سعيد الأموي، ولا رواه من طريقه سوى ابن عدي في كامله، والأموي: ليس به بأس، صاحب غرائب [التهذيب (٤/ ٣٥٦)، الميزان (٤/ ٣٨٠)]؛ فلا أراه يثبت من حديث ابن جريج.

وعليه: فإن هذا الإسناد: إسناد ضعيف؛ صالح بن أبي صالح مولى التوأمة: ثقة، كان قد اختلط، فمن سمع منه قبل الاختلاط فهو صحيح، وإلا فلا، ولم أجد من نص على سماع داود بن قيس منه قبل اختلاطه [انظر: التهذيب (٢/ ٢٠١)، الكواكب النيرات (٣٣)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٤٩)]، والله أعلم.

٤ - الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: صلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المدينة مقيمًا غيرَ مسافر، سبعًا وثمانيًا.

أخرجه أحمد (١/ ٢٢١)، وعنه: البخاري في التاريخ الكبير (١/ ١٨٠).

غريب من حديث عكرمة، تفرد به الحكم بن أبان العدني؛ وهو: صدوق، فيه لين،

<<  <  ج: ص:  >  >>