للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٤٠/ ٢٨٤٣)، والبزار (١٦/ ٢٥٦/ ٩٤٤٠) و (١٧/ ٢٧/ ٩٥٤٠)، وأبو أحمد الحاكم في فوائده (١٣)، وأبو طاهر المخلص في العاشر من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (١٤٠) (٢٢٩٥ - المخلصيات)، والبيهقي (٣/ ١٦٨)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٢/ ٧١/ ٩٣٨).

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم يروى من حديث عبد الله بن شقيق عن ابن عباس وأبي هريرة إلا عن الزبير بن الخريت عن عبد الله بن شقيق، ولا نعلم أسند الزبير عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- إلا هذا الحديث".

قال أبو نعيم الحداد: "ويمكن أن خطبة ابن عباس هذه كانت في سفر؛ لأن وكيعًا روى القصة عن عمران بن حدير، عن عبد الله بن شقيق بإسناده، فقال: كما نجمع في السفر"، قلت: ظاهره أن جمع بهم في الحضر، وإلا لما أنكر عليه الناس، ولما حاك ذلك في صدر عبد الله بن شقيق، وإنما وقع في رواية ابن أبي شيبة الآتية تفسيرًا من الراوي: يعني: في السفر، والله أعلم.

٢ - وروى وكيع بن الجراح، وحماد بن سلمة، ومروان بن معاوية، ومعاذ بن معاذ [وهم ثقات حفاظ]، وأبو جابر محمد بن عبد الملك الأزدي [ليس بقوي. اللسان (٧/ ٣١٦)]:

عن عمران بن حدير، عن عبد الله بن شقيق العقيلي، [أن ابن عباس أخر صلاة المغرب ذات ليلة]، قال: قال رجل لابن عباس: الصلاةَ، فسكت، ثم قال: الصلاةَ، فسكت، ثم قال: الصلاةَ، فسكت، ثم قال: لا أمَّ لك أتعلمنا بالصلاة، وكنا نجمع بين الصلاتين على عهد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. زاد في رواية ابن أبي شيبة عن وكيع تفسيرًا من الراوي: يعني: في السفر، وشذ أبو جابر الأزدي، فقال في آخره: على عهد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في السفر، وهي زيادة منكرة، لم يأت بها الحفاظ.

أخرجه مسلم (٧٠٥/ ٥٨)، وأبو نعيم في مستخرجه عليه (٢/ ٢٩٧/ ١٥٩٤)، وابن أبي شيبة (٢/ ٢١٠/ ٨٢٣١)، وأبو يعلى (٤/ ٤٠٨/ ٢٥٣١)، والطحاوي (١/ ١٦١)، وأبو بكر الشافعي في فوائده "الغيلانيات" (٦٣٦)، والبيهقي (٣/ ١٦٨)، وغيرهم.

قال البيهقي: "وليس في رواية عبد الله بن شقيق عن ابن عباس عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من هذين الوجهين الثابتين عنه؛ نفي المطر، ولا نفي السفر، فهو محمول على أحدهما، أو على ما أوله عمرو بن دينار، فليس في روايتهما ما يمنع ذلك التأويل، وقد روينا عن ابن عباس وابن عمر الجمع في المطر، وذلك يؤكد تأويل من أوله بالمطر، والله أعلم".

وقال ابن عبد البر في التمهيد (١٢/ ٢١٧): "ومن روى حديثًا كان أعلم بمخرجه".

قلت: فهذا مالك وأيوب -على مكانتهما في العلم والفقه- يتأولانه بالمطر، وهذا أبو الشعثاء راويه عن ابن عباس لا يستبعد أن يكون جمع فيه جمعًا صوريًّا، وقد سبق بيان ضعف هذا الوجه، وما تأوله به مالك وأيوب أقوى وأولى؛ وذلك مراعاة لأحاديث

<<  <  ج: ص:  >  >>