للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦٩٣ - ط. التأصيل)، [التحفة (١٢/ ١١١/ ١٨١٩٣)، المسند المصنف (٤٠/ ٣٠٢/ ١٩٢٥٢)].

قلت: إسحاق بن راهويه: ثقة حافظ إمام؛ إلا أنه مع حفظه وإتقانه قد يقع له الوهم في الرواية بسبب تحديثه من حفظه، وهو هنا قد خالف جماعة الحفاظ المتقنين، فجعل المقضية عن ركعتين قبل العصر بدلًا من ركعتي الظهر البعدية، وهو وهم ظاهر، وقد وهمه الذهبي في حديثٍ ثم قال: "ومع حال إسحاق وبراعته في الحفظ؛ يمكن أنه لكونه كان لا يحدث إلا من حفظه جرى عليه الوهم في حديثين من سبعين ألف حديث، فلو أخطأ منها في ثلاثين حديثًا لما حطَّ ذلك رتبته عن الاحتجاج به أبدًا، بل كون إسحاق تتبع حديثه فلم يوجد خطأ قط سوى حديثين يدل على أنه أحفظ أهل زمانه" [السير (١١/ ٣٧٩)، راجع الحديث المتقدم برقم (١٢١٨)].

* تابع وكيعًا على الوجه المحفوظ عنه:

عبد الواحد بن زياد [كوفي، ثقة]: ثنا طلحة بن يحيى: ثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أم سلمة، قالت: ما صلاهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندي إلا مرةً، دخل يوماً بعد العصر فصلى ركعتين، فقلت: يا رسول الله ما هذه الصلاة؟ ما كنت تصليها، فنزلت صلاة بعد العصر؟ قال: "لا، ولكن ركعتين كنت أصليهما بعد الظهر، فشغلت عنهما فتداركتهما".

أخرجه الطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٧٢/ ٥٨٤)، بإسناد صحيح إلى عبد الواحد.

* قلت: هذا الحديث أصله محفوظ من قول أم سلمة: شُغِل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الركعتين بعد الظهر، فصلاهما بعد العصر.

لكنه معلول من جهتين: الأولى: أن طلحة بن يحيى بن طلحة التيمي قد اضطرب في إسناده ومتنه؛ فلم يقم هذا الحديث، سوى في هذه اللفظة التي حفظها من قول أم سلمة، وطلحة بن يحيى: مختلف فيه، فقد وثقه جماعة، ولينه بعضهم:

وثقه: وكيع، وابن سعد، ويحيى بن معين [في رواية الدارمي وابن الجنيد وابن محرز وابن أبي مريم والمفضل الغلابي وإسحاق الكوسج وابن طهمان وغيرهم، حيث قدمه ابن معين على أخيه إسحاق، وإسحاق قد ضعفوه]، وأحمد [في رواية صالح عنه]، ويعقوب بن شيبة [في رواية عنه]، والعجلي، والدارقطني.

وقال أحمد مرة: "صالح الحديث"، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث، حسن الحديث، صحيح الحديث"، وقال أبو زرعة والنسائي: "صالح"، وقال أبو داود: "ليس به بأس"، وقال ابن عدي: "ما برواياته عندي بأس".

وقال يحيى بن سعيد القطان: "لم يكن بالقوي"، وقال أحمد: "طلحة بن يحيى: أحب إليَّ من بريد بن أبي بردة؛ بريد: يروي أحاديث مناكير، وطلحة: يحدث بحديث: "عصفور من عصافير الجنة""، وقال مرة: "صالح الحديث، وهو أحب إليَّ من بريد بن أبي بردة، وبريد يروي أحاديث مناكير"، وقال البخاري: "منكر الحديث"، وقال يعقوب بن

<<  <  ج: ص:  >  >>