للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الله بن أبي موسى، قال: قالت عائشة: لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان لا يدع قيام الليل، وكان إذا شغله أمر أو مرض صلى قاعدًا؟

قال أبي: هذا خطأ، وهم فيه شعبة، إنما هو يزيد بن خمير، عن عبد الله بن أبي قيس عن عائشة" [علل الحديث لابن أبي حاتم (٢٤٢)] [وكذا قال في الجرح والتعديل (٥/ ١٤٠)].

وقال ابن خزيمة: "هذا الشيخ عبد الله، هو عندي الذي يقول له المصريون والشاميون: عبد الله بن أبي قيس، روى عنه معاوية بن صالح أخبارًا".

وقال الدارقطني في العلل (١٤/ ٢٧٥/ ٣٦١٩): "ورواه شعبة، عن يزيد بن خمير، فقال: عن عبد الله بن أبي موسى، وإنما هو: عبد الله بن أبي قيس، نحو قول أبي المغيرة".

وقال البيهقي: "كذا قال شعبة عن يزيد بن خمير، وقال معاوية بن صالح: عبد الله بن أبي قيس، وهو أصح".

[انظر: علل الدارقطني (١٤/ ٢٧٥/ ٣٦١٩)، موضح أوهام الجمع (٢/ ١٩٩)، تاريخ دمشق (٣٢/ ١٢١)، تاريخ الإسلام (٦/ ٤٠٤)، التعجيل (٥٩٣)، التهذيب (٢/ ٤٠٧)].

* قال ابن رجب في الفتح (٣/ ٢٩٩): "وحديث عائشة هذا يدل على أنه إنما فعلهما في هذه المرة؛ ولذلك لم تأمر السائل بفعهلما، وإنما عدلت إلى أمره بقيام الليل، مع أنه لم يسأل عنه، وأخبرت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يدعه، وهذا يشعر بأن الصلاة بعد العصر بخلاف ذلك".

قلت: قد صح عن عائشة من طرق صحيحة مستفيضة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما دخل بيتها يومًا قط إلا صلى بعد العصر ركعتين حتى توفاه الله، وإنما يحمل جواب عائشة في هذا الموضع أنها روت ما سمعت من أم سلمة، في قصة قضاء ركعتي الظهر البعدية حين صلاها بعد العصر في بيتها مرة واحدة، ثم إن النبي -صلى الله عليه وسلم- داوم على فعلها في بيت عائشة، على ما سبق تقريره مرارًا، بما لا يدع مجالًا للشك، وأما توجيه عائشة للسائل إلى قيام الليل مع كونه لم يسأل عنه؛ فهذا من حكيم تصرفها، وفقهها، ومراعاتها حال السائل، والله أعلم.

١٧ - ورواه خطاب بن سعد الخير [مجهول. تاريخ دمشق (١٦/ ٤٥٥)، تاريخ الإسلام (٢١/ ١٧٠)]: ثنا نصر، ثنا أبي، ثنا عبد الله بن أبي قيس، قال: أرسلني مولاي عطية بن الحارث إلى عائشة أم المؤمنين أسألها عن الوصال في الصيام، وعن الركعتين بعد العصر، وعن أولاد المشركين؟ فأتيتها، فقلت: السلام عليك يا أم المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقالت: وعليك، من أنت؟ قلت: أنا عبد الله بن أبي قيس، أرسلني مولاي عطية بن الحارث، قالت: ابن عفيف جارنا بالطائف؟ قلت: نعم، قالت: ما فعل سعيد بن قيس الأرمني عليه لعنة الله؟ قلت: هلك يا أم المؤمنين، قالت: أستغفر الله ثلاثًا، قلت: ما بالكِ لعنتِه حين ذكرتُه، واستغفرتِ الله حين أخبرتُك بموته؟ قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

<<  <  ج: ص:  >  >>