للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عاد فضعفها هو بنفسه، ومما وجدت في ذلك مما روي في ركعتي دخول المنزل:

* ما يرويه معاذ بن فضالة، قال: حدثني يحيى بن أيوب، عن بكر بن عمرو، عن صفوان بن سليم -قال بكر: حسبته عن أبي سلمة-، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: "إذا خرجت من منزلك فصلِّ ركعتين؛ تمنعانك مخرج السوء، وإذا دخلت منزلك فصلِّ ركعتين؛ تمنعانك مدخل السوء".

أخرجه البزار (١٥/ ١٨٧/ ٨٥٦٧)، والدارقطني في الأفراد (٢/ ٣٥٧/ ٥٦٤٤ - أطرافه)، وأبو طاهر المخلص في المنتقى من الثاني عشر من فوائده (٦٥) (٢٨١٨ - المخلصيات)، والبيهقي في الشعب (٥/ ٣٨٣/ ٢٨١٤ - ط. الأوقاف القطرية)، وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب (٣/ ٣٠/ ٢٠١١)، وغيرهم.

من طرق عن معاذ بن فضالة به، وهو: ثقة.

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه".

وقال الدارقطني: "تفرد به يحيى بن أيوب، عن بكر بن عمرو عن صفوان عنه".

قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به بكر بن عمرو المعافري المصري: روى عنه جماعة من ثقات المصريين، وقال أحمد: "يُروى عنه"، وقال أبو حاتم: "شيخ"، وقال الدارقطني: "يُعتبر به"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن يونس: "كانت له عبادة وفضل"، وقال ابن القطان: "ولا تُعلم عدالته، وإنما هو من الشيوخ الذين لا يعرفون بالعلم، وإنما وقعت لهم روايات أخذت عنهم، بنحو ذلك وصفه أحمد بن حنبل"، فذكر قوله وقول أبي حاتم فيه، وقال في موضع آخر: "لم تثبت ثقته في الحديث"، لكن الذهبي في السير جرى على عادته في التوسع في العبارة، ولم يُسبق إلى قوله هذا: "وكان ثقة ثبتًا، فاضلًا متألهًا، كبير القدر، إمام جامع الفسطاط"، والذهبي معروف بتوسعه في عبارات التعديل، وقد ترجم له ترجمة مقتضبة جدًا تدلل على عدم وفرة مصادر ترجمته، وأنه كما قال ابن القطان فيه، وقول الذهبي عنه في الميزان أقرب إلى الصواب من قوله عنه في السير، قال في الميزان: "محله الصدق، واحتج به الشيخان" [الجرح والتعديل (٢/ ٣٩٠)، الثقات (٦/ ١٠٣)، سؤالات البرقاني (٥٧)، تاريخ دمشق (١٠/ ٣٨٣)، بيان الوهم (٤/ ٦٩/ ١٥٠٤) و (٤/ ٤٩٥/ ٢٠٦١)، السير (٦/ ٢٠٣)، الميزان (١/ ٣٤٧)، تاريخ الإسلام (٨/ ٣٨٧)، التهذيب (١/ ٢٤٥) قلت: لم يحتج به الشيخان، فهذا البخاري إنما أخرج له متابعةً في قصة ترك ابن عمر للجهاد، ودفاعه عن عثمان وعلي، وكذلك مسلم إنما أخرج له متابعة في حديث لأبي ذر [صحيح البخاري (٤٥١٤ و ٤٦٥٠)، صحيح مسلم (١٨٢٥) فمثل هذا لا يُحتمل منه التفرد عن المدني الثقة الثبت: صفوان بن سليم، لا سيما وأغلب مرويات بكر بن عمرو عن صفوان إنما هي مراسيل [انظر مثلًا: المراسيل لأبي داود (٤٨٩)، الجامع لابن وهب (٤٧٥)].

وهو هنا قد شك هل هو موصول أم لا؟ فإذا كان الأصل في مروياته عنه الإرسال، وجاء هنا فشك في وصله، فحمله على الأصل أولى، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>