كذلك فإن صفوان بن سليم غير مشهور بالرواية عن أبي سلمة، مما يؤكد القول بنكارة هذه الرواية، والله أعلم.
ثم في تفرد يحيى بن أيوب الغافقي المصري نكارة ظاهرة، فهو: صدوق سيئ الحفظ، يخطئ كثيرًا، له غرائب ومناكير يتجنبها أرباب الصحاح، وينتقون من حديثه ما أصاب فيه [وقد سبق ذكره مرارًا في فضل الرحيم].
* ولا يقال: يشهد له ما أخرجه ابن حبان (٢٥١٤) من طريق: شريك، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة، قال: قلت لها: بأيِّ شيء كان يبدأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل عليك، وإذا خرج من عندك؟ قالت: كان يبدأ إذا دخل بالسواك، وإذا خرج صلى ركعتين.
فإن المحفوظ فيه: ويختم بركعتي الفجر، كما عند أحمد في المسند [راجع: فضل الرحيم الودود (١/ ١٩٤/ ٥١)].
* فلم يبق في ذلك إلا ما رواه ابن المبارك في الزهد (١٢٧٩) من مرسل عثمان بن أبي سودة، ولا يشهد له ما يعضده، والله أعلم.
رواه ابن المبارك، قال: أخبرنا الأوزاعي، قال: أخبرني عثمان بن أبي سودة؛ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "صلاة الأوابين" أو قال: "صلاة الأبرار: ركعتين إذا دخلت بيتك، وركعتين إذا خرجت".
* ورواه أبو شعيب الحراني في فوائده (٣٠)، قال: حدثني يحيى: ثنا الأوزاعي، قال: حدثني عثمان بن أبى سودة، قال: صلاة الأبرار ركعتان إذا دخلت بيتك، وركعتان إذا خرجت. هكذا مقطوعًا عليه قوله.
ويحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي: ضعيف، طعنوا في سماعه من الأوزاعي، والله أعلم.
* وقد روي أن عائشة وأم سلمة كانتا تصليان ركعتين بعد العصر:
أما عائشة فقد ثبت عنها بحديث الباب الذي رواه كريب.
* وروى ابن جريج، عن عطاء؛ أن عائشة، وأم سلمة كانتا تركعان بعد العصر.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٤٣٠/ ٣٩٦٩).
وهذا موقوف على عائشة بإسناد صحيح على شرط الشيخين، وأما أم سلمة: فقد قال علي بن المديني بأن عطاء لم يسمع من أم سلمة [المراسيل (٥٦٧)، تحفة التحصيل (٢٢٨)].
وروي عنهما أيضًا، وعن ميمونة [أخرجه ابن المنذر في الأوسط (٢/ ٣٩٣/ ١١٠٠) و (٢/ ٣٩٤/ ١١٠١)].
* وروي عن علي بن أبي طالب أنه صلاهما مرة، لكنه متأوَّل بالقضاء [أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ١٣٤/ ٧٣٥٢)، وابن المنذر في الأوسط (٢/ ٣٩٣/ ١٠٩٥)، والبيهقي (٢/ ٤٥٩)].