للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٤٣٠/ ٣٩٦٨)، وابن المنذر في الأوسط (٢/ ٣٩٤/ ١١٠٤)، [المسند المصنف (١٤/ ١٥٥/ ٦٨١٥)].

وهذا حديث صحيح.

قلت: ورواية ابن جريج هذه تفسر رواية أيوب، وأن ابن عمر كان يمتنع من الصلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس وترتفع، كما كان يفعل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومع ذلك فإنه لا ينهى أحدًا صلى في هذا الوقت إلا أن يتحرى طلوع الشمس أو غروبها فيصلي عند ذلك، معتمدًا في ذلك على ما سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- في النهي عن تحري الصلاة عند هذين الوقتين، وهذا لا يمنع من ثبوت النهي في غيرهما [من صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، ومن صلاة العصر حتى تغرب الشمس، وإذا قام قائم الظهيرة حتى تميل الشمس] فيما رواه جمع من الصحابة كما سيأتي بيانه في موضعه، لا سيما مع علم ابن عمر بكون أبيه كان يضرب الناس على الصلاة بعد العصر، وما ثبت من النقل في كون ابن عمر نفسه لم يكن يصلي راتبة الفجر إذا فاتته إلا بعد ارتفاع الشمس، وغير ذلك من القرائن، والله أعلم.

* هكذا روى هذا الحديث عن نافع عن ابن عمر جماعة من أثبت أصحابه:

مالك، وأيوب، وعبيد الله بن عمر، وموسى بن عقبة، وابن جريج، وغيرهم.

* وخالفهم: موسى بن عبيدة [الربذي: ضعيف]، فرواه عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن صلاتين: عن صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وعن صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس.

أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ١٣١/ ٧٣٢٨)، [المسند المصنف (١٤/ ١٥٧/ ٦٨١٦)].

وهذا حديث منكر من حديث نافع عن ابن عمر، والمعروف ما رواه جماعة الثقات من أصحاب نافع: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: "لا يَتحرَّى أحدُكم فيصلي عند طلوع الشمس، ولا عند غروبها"، أو: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يصلَّى مع طلوع الشمس أو غروبها، وألفاظهم متقاربة، كما تقدم ذكرها مفصلًا.

ب - ورواه وكيع بن الجراح، وعبد الله بن نمير، ومحمد بن بشر، وعبدة بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، وزائدة بن قدامة، وعلي بن مسهر، وابن أبي زائدة، وعبد الرحيم بن سليمان، وأنس بن عياض، ومحاضر بن المورع، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير، وشعيب بن إسحاق، وعلي بن هاشم بن البريد [وهم ثقات]، وغيرهم:

عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس، ولا غروبها، فإنها تطلع بقرني الشيطان"، وفي رواية: "بين قرني شيطان".

أخرجه البخاري (٥٨٢ و ٣٢٧٣)، ومسلم (٨٢٨/ ٢٩٠)، وأبو عوانة (١/ ٣١٩/ ١١٣٢ و ١١٣٣)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٤٢١/ ١٨٧٢)، والنسائي في الكبرى

<<  <  ج: ص:  >  >>