أبو حيوة، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن عروة بن الزبير؛ قال: كنت غلامًا لي ذؤابتان، فقمت أركع بعد العصر، فبصر بي عمر بن الخطاب ومعه الدرة، فلما رأيته فررت منه، فقلت: لا أعود! لا أعود! يا أمير المؤمنين، فنهاني عنها؟
فقال أبي: رواه أبو الأسود، عن عروة، عن تميم الداري: أن عمر ضربه حين صلى بعد العصر.
قال أبي: أنكر أن يكون عروة أدرك عمر؛ فيحتمل أن يكون حديث شعيب وهم.
وسألت ابن الجنيد -حافظ حديث الزهري- عن هذا الحديث؟
فقال: هو كما قال والدك".
قلت: قصة تميم الداري سيأتي الكلام عنها قريبًا، وهذا الحديث منكر.
٢٢ - وروى معمر بن راشد [ثقة، ثبت في عبد الله بن طاووس]، عن ابن طاووس، عن أبيه؛ أن أبا أيوب الأنصاري كان يصلي قبل خلافة عمر ركعتين بعد العصر، فلما استخلف عمر تركهما، فلما توفي ركعهما، فقيل له: ما هذا؟ فقال: إن عمر كان يضرب الناس عليهما، قال: ابن طاووس: وكان أبي لا يدعهما.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٤٣٣/ ٣٩٧٧)، ومن طريقه: ابن المنذر في الأوسط (٢/ ٣٩٤/ ١١٠٣)، وابن حزم في الإحكام (٤/ ٥٦٧).
قلت: وهذا صورته مرسل، فإنه يحكي واقعة لم يشهدها.
* خالفه: يحيى بن أيوب [الغافقي المصري: صدوق سيئ الحفظ، يخطئ كثيرًا، له غرائب ومناكير يتجنبها أرباب الصحاح، وينتقون من حديثه ما أصاب فيه، وقد سبق ذكره مرارًا]: حدثني ابن طاووس، عن أبيه؛ أن أبا أيوب الأنصاري -الذي نزل عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-- صلى مع أبي بكر بعد غروب الشمس قبل الصلاة، ثم لم يكن يصلي مع عمر -رضي الله عنه-، ثم صلى مع عثمان -رضي الله عنه-، فذُكر ذلك له، فقال: إني صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم صليت مع أبي بكر، وفرِقت من عمر فلم أصلِّ معه، وصليت مع عثمان -رضي الله عنه-؛ إنه لين.
أخرجه البيهقي (٢/ ٤٧٦)، بإسناد صحيح إلى الغافقي.
قال البيهقي: "وكان عمر -رضي الله عنه- لا يراهما، فلم يصلِّهما أبو أيوب معه، وصلاهما مع عثمان -رضي الله عنه-".
قال محمد بن نصر المروزي في قيام الليل (٧٣ - مختصره): "وهذا عندي وهم؛ إنما الحديث في الركعتين بعد العصر لا في الركعتين قبل المغرب؛ لأن المعروف عن عمر -رضي الله عنه- أنه كان ينكر ركعتين بعد العصر ويضرب عليهما، فأما الركعتان قبل المغرب فلا، وقد رواه معمر عن ابن طاووس على ما قلنا، وهو أحفظ من يحيى بن أيوب وأثبت".
قلت: وهو كما قال.
٢٣ - وروى عمرو بن محمد الناقد [ثقة حافظ]: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد [ثقة]: حدثنا أبي [ثقة حجة، من أثبت الناس في ابن إسحاق]، عن ابن إسحاق [صدوق]،