للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٠٥ - ، التهذيب (٢/ ١٦٣)]: حدثنا شعيب بن أبي حمزة [ثقة، من أثبت الناس في الزهري]، عن الزهري، عن عروة، قال: كنت غلامًا لي ذؤابتان، قال: فقمت أركع ركعتين بعد العصر، قال: فبصر بي عمر بن الخطاب ومعه الدرة، فلما رأيته فررت منه، فأحضر في طلبي حتي تعلق بذؤابتي، قال: فنهاني، فقلت: يا أمير المؤمنين لا أعود.

أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (١/ ١٧٨)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٠/ ٢٤٦).

قال المزي في التهذيب (٢٠/ ٢٣): "هكذا وقع في هذه الرواية، وهو وهم، والأشبه أن يكون ذلك جرى لأخيه عبد الله بن الزبير، فإنه كان غلامًا في عهد عمر، ويكون اسمه قد سقط على بعض الرواة، والله أعلم".

وقال الذهبي في تاريخ الإسلام (٦/ ٤٢٥): "هذا حديث منكر مع نظافة رجاله".

وقال في السير (٤/ ٤٣٧): "الأشبه أن هذا جرى لأخيه عبد الله، أو جرى له مع عثمان".

وقال ابن كثير في مسند الفاروق (١/ ٢٦٧): "هذا غريب جدًا، فإن عروة لم يدرك أيام عمر، ولا ولد في حياته، فلهذا قال شيخنا: هذا وهم، والأشبه أن هذا جرى لأخيه عبد الله، وإنما سقط اسمه على بعض الرواة".

قلت: هذا حديث منكر؛ والعهدة فيه على شيخ الفسوي؛ عيسي بن هلال السليحي، لا سيما وقد قال فيه ابن حبان: "ربما أغرب" [التهذيب (٣/ ٣٦٥)، وليست هذه اللفظة في مطبوعة الثقات (٨/ ٤٩٣)]، فهذا الحديث من غرائبه، إذ هو غريب من حديث شعيب بن أبي حمزة عن الزهري، وسياقه ظاهر النكارة من وجهين: الأول إحضار عمر في طلب غلام صغير غير مكلف، بعد همه بضربه بدرته، ولما يجر عليه القلم، والثاني: جزم أحد الأئمة النقاد بعدم سماع عروة من عمر، فقد قال أبو زرعة بأن حديث عروة عن عمر مرسل [المراسيل (٥٤٢)، تحفة التحصيل (٢٢٦)].

واختلف في سنة ولادة عروة، وأرجح الأقوال في ولادته: أنه ولد في آخر خلافة عمر، سنة (٢٣)، وقيل: بعدها بست سنوات سنة (٢٩)، وكان غلامًا لم ينبت عند مقتل عثمان [تاريخ دمشق (٤٠/ ٢٤٤)، التهذيب (٣/ ٩٤)]، ومن ثم فإنه لم يدرك عمر.

كما اختلف أيضًا في وفاته على أقوال، فقيل: (٩٢)، وقيل: (٩٣)، وقيل: (٩٤)، وقيل: (٩٥)، وقيل: (٩٧)، وقيل: (٩٩)، وقيل: (١٠٠)، وقيل: (١٠١)، والجمهور على (٩٤)، ومات وهو ابن سبع وستين، وقيل: (٧٧) [طبقات ابن خياط (٢٤١)، الثقات (٥/ ١٩٥)، مشاهير علماء الأمصار (٤٢٨)، تاريخ دمشق (٤٠/ ٢٣٧ - ٢٨٦)، تهذيب الأسماء (١/ ٣٠٥)، تذكرة الحفاظ (١/ ٦٢)، التهذيب (٣/ ٩٤)].

* ثم وقفت بعد ذلك على كلام أبي حاتم في هذه الرواية:

قال ابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٣٥٧/ ٤٣١): "وسألت أبي عن حديث رواه

<<  <  ج: ص:  >  >>