للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقالت: كان يصلي ثلاث عشرة ركعة من الليل، ثم إنه صلى إحدى عشرة ركعة، ترك ركعتين، ثم قبض حين قبض وهو يصلي من الليل بتسع ركعاتٍ، آخر صلاته من الليل الوتر، ثم ربما جاء إلى فراشه هذا، فيأتيه بلال، فيؤذنه بالصلاة.

أخرجه ابن حبان (٦/ ٣٥٠/ ٢٦١٩)، عن ابن خزيمة به، وعلقه ابن المنذر في الأوسط (٥/ ١٥٨/ ٢٥٩١)، [الإتحاف (١٧/ ٥٣٦/ ٢٢٧٥١)، المسند المصنف (٣٧/ ٣٠٧/ ١٧٩٠١)].

قال البيهقيّ بعد أن رواه من طريق أبي داود: "خالفه محمد بن إسحاق بن خزيمة عن مؤمل بن هشام، فقال: عن أبي إسحاق عن مسروق، ورواية أبي داود أصح، بدليل ما تقدم من رواية عمار بن رزيق".

قلت: هذا الحديث قد رواه عن أبي إسحاق جماعة من ثقات أصحابه المقدمين فيه والمكثرين عنه، منهم: سفيان الثوري، وشعبة، وإسرائيل، وزهير بن معاوية، وأبو عوانة، وأبو الأحوص، وزكريا بن أبي زائدة، وإسماعيل بن أبي خالد، وعمار بن رزيق، ومطرف بن طريف، وغيرهم؛ فلم يذكروا شطره الأول موضع الشاهد، وإنما اقتصروا على شطره الثاني [راجع: فضل الرحيم الودود (٣/ ١١٨ - ١٢٥/ ٢٢٨) وإن كان قوله فيه: آخر صلاله من الليل الوتر: محفوظًا [أخرجه مسلم (٧٤٠)، من طريق عمار بن رزيق] [راجع: فضل الرحيم الودود (٣/ ١٢٤/ ٢٢٨)]، وانفراد منصور بن عبد الرحمن الغداني دونهم بهذه الزيادة المفصلة في قيام الليل، وأطواره في التناقص من ثلاث عشرةَ إلى إحدى عشرةَ إلى تسع، تجعل النفس في معزل عن قبول روايته، لا سيما مع غمز بعض الأئمة له؛ فهو وإن وثقه مطلقًا: ابن معين، وأبو داود، وذكره ابن حبان في الثقات، وكان أحمد تهيب أن يتكلم فيه لأجل رواية شعبة وابن عليه عنه، فقال مرة: "صالح، روى عنه شعبة"، وقال مرة أخرى: "هو ثقة؛ حدث عنه: إسماعيل بن عليه وشعبة" إِلَّا أنه خالف في أحاديث، وهو: ثقة، ليس به بأس قلت: والعبارة الأخيرة تنزله عن رتبة الثقات إلى رتبة من لا بأس بحديثهم، ممن يقع منهم الوهم والغلط لكن لم يغلب ذلك عليهم حتى يخرجوا عن وصف الصدق، ولذا قال فيه العجلي مع تساهله: "جائز الحديث"، وأما أبو حاتم فهو على أصله في تشدده في الرجال، حيث يقول فيه: "ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به" [العلل ومعرفة الرجال (١/ ٤١٣/ ٨٧٦) و (٢/ ٣٤٤/ ٢٥٢٦)، التاريخ الكبير (٧/ ٣٤٥)، معرفة الثقات (١٦٣٨)، سؤالات الآجري (٣٧٧)، الجرح والتعديل (٨/ ١٧٤)، الثقات (٧/ ٤٧٥)، تاريخ أسماء الثقات (١٣٢١)، التهذيب (٤/ ١٥٨)].

فأين هو من أصحاب أبي إسحاق السبيعي الثقات الأثبات المقدمين فيه والمكثرين عنه؟ حتى تقبل زيادته عليهم في حديث قد شاركهم في أصله! ثم انفرد عنهم بما لم يتابع عليه، فحُقَّ لهذه الزيادة أن توصف بالنكارة والرد، واللّه أعلم.

ز - وروى خالد بن الحارث، ومعاذ بن معاذ، ومحمد بن جعفر، وأبو داود

<<  <  ج: ص:  >  >>