للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد جاء في رواية خالد بن الحارث عن ابن أبي عروبة ما يخالف ظاهره هذه الهيئة، حيث قال: صلى سبع ركعاتٍ لا يقعد إلا في آخرهن، وقد أجمل هذا الموضع في بقية الروايات عن ابن أبي عروبة، فقد رواه عنه: يحيى القطان ومحمد بن بشر وابن أبي عدي فقالوا فيه: أوتر بسبع، وكذا وقع في رواية معمر عن قتادة، هكذا مجملاً من غير تفصيل، هل جلس في السادسة والسابعة، أم أنه لم يجلس إلا في آخرهن.

وقد سبق أن قررت أنه يمكن الجمع بين روايات ابن أبي عروبة من وجهين:

الأول: أن تحمل الرواية المجملة على الرواية المفسرة، وبهذا يكون ابن أبي عروبة قد خالف في روايته: همامَ بن يحيى وهشاماً الدستوائي.

والثاني: أن يقال: إن الرواية المفسرة تحتمل معنى بحيث تتفق به مع رواية همام وهشام، بأن يقال: لا يقعد للتسليم إلا في آخرهن.

وبذا فلا مخالفة بين رواية ابن أبي عروبة وغيره، وهذا عندي هو الأقرب للصواب، وبه تلتئم الروايات.

وعلى القول الأول: يكون سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي قد اختلفا على قتادة، وهما من أثبت الناس في قتادة، هشام الدستوائي: ثقة ثبت حافظ، من أثبت الناس في قتادة، كما أن سعيد بن أبي عروبة ثبت في قتادة، فيُنظر أيهما قد توبع على روايته، فوجدنا أن هشاماً قد تابعه همام، فترجح روايته بالمتابعة، ولكون روايته أكثر بياناً من رواية ابن أبي عروبة، والتي تحتمل من التأويل ما لا تحتمله رواية هشام، والله أعلم.

ب- شعبة [وعنه: عيسى بن يونس، وشاذان الأسود بن عامر، وسعيد بن عامر، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة، وهم ثقات]، عن قتادة، عن زرارة، عن سعد بن هشام الأنصاري، عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عمل عملاً أثبته، وكان إذا نام من الليل أو مرِض، صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة.

قالت: وما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام ليلة حتى الصباح، وما صام شهراً متتابعاً إلا رمضان. لفظ عيسى وغيره.

أخرجه مسلم (٧٤٦/ ١٤١)، وأبو عوانة (٢/ ٤٧/ ٢٢٧١)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٣٤٢/ ١٦٩٣)، وابن خزيمة (٢/ ١٩٤/ ١١٦٩) و (٢/ ١٩٩/ ١١٧٨)، وابن حبان (٦/ ١٧٩/ ٢٤٢٠) و (٦/ ٣٦٩/ ٢٦٤٢) و (٦/ ٣٧١/ ٢٦٤٤) و (٦/ ٣٧٢/ ٢٦٤٦)، وأحمد (٦/ ١٠٩)، والبيهقي (٢/ ٤٨٥)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٤/ ١١٥/ ٩٨٧)، وقال: "حديث صحيح". [التحفة (١١/ ٢١٠/ ١٦١٠٩)، الإتحاف (١٦/ ١٠٩١/ ٢١٦٧٤) و (١٦/ ١٠٩٢/ ٢١٦٧٦)، المسند المصنف (٣٧/ ٢٤٥/ ١٧٨٧٣)].

* والبخاري قد أخرج بهذا الإسناد حديث: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة" [حديث متفق عليه: البخاري (٤٩٣٧)، مسلم (٧٩٨)]، فهو على شرطه، لكنه أعرض عنه، وقد صححه مسلم وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>