للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث، قال: ثم ركع، قال: فرأيته قال في ركوعه: "سبحان ربي العظيم"، ثم رفع رأسه، فحمد الله ما شاء أن يحمده، قال: ثم سجد، قال: فكان يقول في سجوده: "سبحان ربي الأعلى"، قال: ثم رفع رأسه، قال: فكان يقول فيما بين السجدتين: "رب اغفر لي، وارحمني، واجبرني، وارفعني، وارزقني، واهدني".

أخرجه أحمد (١/ ٣٧١) (٢/ ٨١٨/ ٣٥٨٣ - ط. المكنز)، [الإتحاف (٧/ ٣٤/ ٧٢٧٠)، المسند المصنف (١١/ ٦٤٩/ ٥٦٥٠)].

* قال الترمذي: "هذا حديث غريب، ... ، وروى بعضهم هذا الحديث عن كامل أبي العلاء مرسلًا".

وقال الدارقطني: "تفرد به كامل بن العلاء عن حبيب بن أبي ثابت".

وقال البغوي: "هذا حديث غريب".

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وأبو العلاء كامل بن العلاء: ممن يجمع حديثه في الكوفيين".

قلت: بل هو كما قال ابن حبان، فقد أدخل أبا العلاء هذا في المجروحين، وأخرج هذا الحديث في مناكيره، وقال: "كان ممن يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل من حيث لا يدري، فلما فحش ذلك من أفعاله بطل الاحتجاج بأخباره".

وكما ذكره أيضًا ابن عدي في كامله، وأخرج حديثه هذا في جملة ما أنكره عليه، ثمٍ قال: "ولكامل غير ما ذكرت من الحديث، وليس بالكثير، ولم أر للمتقدمين فيه كلامًا فأذكره؛ إلا أني رأيت في بعض رواياته أشياء أنكرتها، فذكرته من أجل ذلك، ومع هذا أرجو أن لا بأس به".

وقول ابن عدي فيه: "أرجو أن لا بأس به"، مع كونه ساق له أحاديث أنكرها عليه، فهذا دليل على عدم التعديل، وإنما أراد نفي تهمة تعمد الكذب عنه، فإن ابن عدي غالبًا ما يستعمل هذه العبارة فيمن هو متكلَّم فيه، وليس بالواهي، ممن ضعفُه محتمل، أو الغالب عليه الصدق في الرواية، وقد وثقه جماعة، ويقولها ابن عدي أيضًا في جماعة ممن ضعّفهم هو وغيره، وبعضهم من المتروكين والهلكى، حتى قال العلامة المعلمي اليماني في الفوائد المجموعة (٤٥٩): "ليس هذا بتوثيق، وابن عدي يذكر منكرات الراوي، ثم يقول: أرجو أنه لا بأس به؛ يعني بالبأس: تعمد الكذب"، والله أعلم [راجع: فضل الرحيم الودود (٨/ ٣٣٣/ ٧٥٥)، وما تحت الحديث رقم (١١١٤)].

فإن قيل: قد وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان والعجلي، وقال النسائي وابن معين أيضًا: "ليس به بأس"، وقولهم أولى ممن جاء بعدهم، فيقال: قد اختلف فيه قول النسائي؛ فقال فيه أيضًا: "ليس بالقوي"، فعاد قوله إلى تليينه، وقال ابن سعد: "كان قليل الحديث، وليس بذاك"، فإذا كان مع قلة حديثه يهم فيه ويخطئ، فحري بمثله أن يضعَّف، وقد حمَّله البزار تبعة بعض الأحاديث الباطلة التي رواها، وأنكر عليه أحاديث، وأما ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>