للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثَ عشرةَ ركعةً من الليل، وركعتين بعد طلوع الفجر قبل الصبح، ثم دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعاءً.

فقال لي سلمة: قد ذكر لي كريب دعاءه فلم أحفظ منه إلا اثنتي عشرة كلمة، قوله: "اللَّهُمَّ اجعل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي بصري نورًا، ومن فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن شمالي نورًا، ومن بين يدي نورًا، ومن خلفي نورًا، واجعل في نفسي نورًا، وأعظم لي نورًا"، ثم اضطجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على شقه الأيمن فقام.

أخرجه ابن نصر في قيام الليل (١٢١ - مختصره)، والطحاوي في المشكل (١/ ١٧/ ١٥).

قال ابن حجر في الفتح (٢/ ٤٨٢): "ولمحمد بن نصر في كتاب قيام الليل من طريق محمد بن الوليد بن نويفع عن كريب من الزيادة: فقال لي: "يا بني بت الليلة عندنا"".

قلت: هو هذا الطريق، من طريق ابن إسحاق، حيث قرن في إسناده بين سلمة بن كهيل، وبين محمد بن الوليد بن نويفع.

وقد انفرد ابن إسحاق من بين أصحاب سلمة بن كهيل بإقرانه بمحمد بن الوليد بن نويفع هذا، وذلك لكونه هو المتفرد بالرواية عنه.

قلت: محمد بن الوليد بن نويفع، مولى الزبير بن العوام القرشي، وأمه مولاة رافع بن خديج: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني: "يعتبر به"، وقال الذهبي: "فيه كلام، ... ، ما حدث عنه سوى ابن إسحاق، له حديث عن كريب، في إسلام ضمام بن ثعلبة" [انظر: التاريخ الكبير (١/ ٢٥٤)، الجرح والتعديل (٨/ ١١١)، الثقات (٧/ ٤٢٠ و ٤٢٨)، سؤالات البرقاني (٤٦٢)، الميزان (٤/ ٦٠)، التهذيب (٣/ ٧٢٤)].

وعليه: فهو في عداد المجاهيل، وهو قليل الرواية جدًّا، ما له سوى ثلاثة أحاديث بهذا الإسناد.

قلت: فيحتمل من روايته ما كان موافقًا لرواية الثقات، ويُرَدُّ منها ما انفرد به، أو خالف فيه الثقات، وأهم ما انفرد به في هذا الحديث:

* قوله: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أي بني! بت عندنا هذه الليلة"، وقد تقدم من طريق المنهال بن عمرو عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، قال: ... فذكر الحديث إلى أن قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من هذا؟ "، قلت: عبد الله، قال: "قمه؟ "، قلت: أمرني العباس أن أبيت بكم الليلة، قال: "فالحقْ إذًا"، وهذا أولى؛ فإن إسناده جيد [وتقدم].

* وقوله بعد أن أداره فجعله عن يمينه: "ثم وضع يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فجعل يمسح بها أذني، فعرفت أنه إنما صنع ذلك ليونسني نجيده في ظلمة البيت".

وقد جاء من طريق مالك، عن مخرمة بن سليمان عن كريب: "فوضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده اليمنى على رأسي، فأخذ بأذني يفتِلُها"، ومن طريق سعيد بن أبي هلال، عن مخرمة بن

<<  <  ج: ص:  >  >>