للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وروى آخره دون أوله: عبد الله بن إدريس [ثقة]، عن حصين، عن إبراهيم، قال: إني لأقرأ السور من المفصل في ركعة.

أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٢٣/ ٣٦٩٢).

قال ابن رجب في الفتح (٤/ ٤٧٣): "وخرجه يعقوب بن شيبة في مسنده، وقال: هو حسن الإسناد".

قلت: هو مرسل؛ فإن إبراهيم بن يزيد النخعي لم يشهد هذه الواقعة، حين جاء نهيك بن سنان إلى ابن مسعود ليسأله، فقد روى أبو وائل شقيق بن سلمة، قال: جاء رجل من بني بجيلة، يقال له: نهيك بن سنان إلى عبد الله، فقال: إني أقرأ المفصل في ركعة، ... الحديث، وفي رواية: جاء رجل إلى عبد الله؛ من بني بجيلة يقال له: نهيك بن سنان، فقال: يا أبا عبد الرحمن، كيف تقرأ هذه الآية ... ، فذكر الحديث، ويأتي ذكر طرقه بعد قليل.

قال ابن حبان في الثقات (٥/ ٤٨٠): "نهيك بن سنان البجلي: كوفي، يروي عن ابن مسعود، روى عنه أبو وائل"، قلت: بل روى قصته أبو وائل شقيق بن سلمة، روى قصة مجيئه وسؤاله ابن مسعود، وكان أبو وائل حاضرًا شاهدًا للقصة، ولهذا فإن البخاري وابن أبي حاتم لم يترجما له، لأنه لا يروي عن ابن مسعود، ولا روى عنه أبو وائل، وإنما جاء ابنَ مسعود فسأله، وكان أبو وائل حاضرًا فقص قصته، واللّه أعلم [وانظر: تعجيل المنفعة (١١١٣)].

ويبدو لي أن إبراهيم النخعي قد أخذ هذه القصة عن أصحاب ابن مسعود، ولم يسمعها من نهيك بن سنان، لأن الأخير غير معروف بالرواية، وإنما وقعت له قصة مع ابن مسعود، فرواها أبو وائل، وقد صح عن الأعمش أنه قال: "قلت لإبراهيم النخعي: أسند لي عن عبد الله بن مسعود! فقال إبراهيم: إذا حدثتك عن رجل عن عبد الله فهو الذي سميت، وإذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحد عن عبد الله"، وقال ابن معين: "ومرسلات إبراهيم صحيحة؛ إلا حديث تاجر البحرين وحديث الضحك في الصلاة"، وقد بالغ بعضهم فقال: "وأجمعوا أن مراسيل إبراهيم صحاح" [العلل لابن المديني (٧١ و ٧٨)، تاريخ الدوري لابن معين (٣/ ٢٠٦/ ٩٥٨)، علل الترمذي الصغير (٦٢)، طبقات ابن سعد (٦/ ٤٩٤)، الكامل (٣/ ١٦٨)، سنن البيهقي (١/ ١٤٧)، الاستذكار (٦/ ١٣٧) و (٨/ ١٣)، تهذيب الكمال (٢/ ٢٣٩)، تهذيب التهذيب (١/ ٩٣)، تدريب الراوي (١/ ٢٠٥)، [وانظر أيضًا في تقوية مراسيل إبراهيم: تاريخ ابن معين للدوري (٤/ ١٤/ ٢٨٩٩)، الكفاية (٣٨٦)، تاريخ دمشق (٩/ ٤١٢٥)، شرح العلل (١/ ٥٤٢)، جامع التحصيل (٩٠)].

وعلى هذا: فهو حديث جيد، ويأتي ما يشهد له بعد قليل.

وفي حديث إبراهيم النخعي هذا ما يوافق رواية أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود، وفيه أن علقمة أخبرهم بأن حم الدخان نظيرتها عم يتساءلون.

<<  <  ج: ص:  >  >>