للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخالد بن مهران الحذاء [ت (١٤١)، من الخامسة]، وأيوب السختياني [ت (١٣١)، من الخامسة]، وعبد الحميد بن دينار صاحب الزيادي [من الرابعة]، وغيرهم، والله أعلم.

وعلى هذا: فإن هذه القرائن تقوي سماع عبد الله بن الحارث من عائشة، وإن لم ينقل هذا السماع في الأسانيد الصحيحة، والله الموفق للصواب.

وقد سبق تقرير هذا المعنى مرارًا [انظر مثلًا: فضل الرحيم الودود (٧/ ٣٦٨/ ٦٦٨) و (١٤/ ٩٨/ ١٢٧٣)، وحديث عثمان فيما تقدم برقم (١٤٥٢)، وحديث النعمان بن بشير فيما تقدم برقم (١٤٧٩)]، وهو أن عدم ذكر السماع في الأسانيد لا يعني حتمًا الانقطاع، فإذا دلت القرائن على الاتصال والسماع أعملناها وحكمنا بصحة الحديث، لا سيما مع تصحيح الأئمة له، وتلقيهم له بالقبول، والله أعلم.

• وانظر فيمن وهم في إسناده، فجعله عن خالد الحذاء عن عاصم الأحول، وإنما هما مقرونان في الإسناد: ما أخرجه الطبراني في الأوسط (٥/ ٣٥/ ٤٦٠٠)، وفي الدعاء (٦٤٥)، وابن سمعون في الأمالي (٢٢)، والآبنوسي في مشيخته (١٥٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٦/ ٢٣٢)، [وفي إسناده: عتبة بن حميد البصري، وهو: صالح الحديث، لا بأس به، وإنما وقعت المناكير في حديثه من قبل الضعفاء الذين رووا عنه، انظر: فضل الرحيم الودود (١٢/ ٢٦٣/ ١١٦٠)، والراوي عنه هنا: إسماعيل بن عياش، وروايته عن العراقيين غير مستقيمة، فلعل البلاء منه، وقد تفرد به؛ كما قال الطبراني، [تنبيه: زيد في متنه: وتعاليت، عند ابن سمعون، وابن عساكر، وهي زيادة منكرة].

• وقد سلك بعضهم في حديث عائشة هذا الجادة والطريق السهل:

أ - فقد رواه بكر بن محمد القزاز البصري: ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي [ثقة]: ثنا وهيب بن خالد [ثقة ثبت]، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجلس بعدما يسلم حتى يقول: ... فذكره.

أخرجه الطبراني في الأوسط (٣/ ٣٢٧/ ٣٣٠٣)، وفي الصغير (٣٠٦)، وفي الدعاء قال الطبراني في الأوسط: "لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا وهيب، ولا عن وهيب إلا عبد الله بن معاوية". وقال في الصغير: "لم يروه عن هشام إلا وهيب، تفرد به: عبد الله بن معاوية، وما كتبناه إلا عن أبي عمر القزاز من أصل كتابه".

قلت: لا يثبت هذا من حديث هشام بن عروة، ولا من حديث وهيب بن خالد، أظن التبعة فيه من شيخ الطبراني، وهو: أبو عمر بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز البصري، أحد شيوخ أبي بكر الإسماعيلي، وقد وثقه الدارقطني، كما في سؤالات السهمي (٢١٣)، لكنه عاد وبين أمره، وأنه ممن يهم في الحديث ويخطئ في الروايات، وهذا جرح مفسر، يقدم على التعديل المجمل، قال حمزة السهمي في سؤالاته للدارقطني (٢١٠): "سألت الدارقطني عن أبي محمد بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز البصري، فقال: صالح، ما

<<  <  ج: ص:  >  >>