للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الخلاف في حقيقة الروح]

قال رحمه الله تعالى: [واختلف في الروح: هل هي مخلوقة قبل الجسد أم بعده؟ وقد تقدم عند ذكر الميثاق الإشارة إلى ذلك.

واختلف في الروح: ما هي؟ فقيل: هي جسم، وقيل: عرض، وقيل: لا ندري ما الروح، أجوهر أم عرض؟ وقيل: ليس الروح شيئاً أكثر من اعتدال الطبائع الأربع].

الطبائع الأربع هي: الرطوبة واليبوسة والحرارة والبرودة.

قال رحمه الله تعالى: [وقيل: هي الدم الصافي الخالص من الكدر والعفونات، وقيل: هي الحرارة الغريزية وهي الحياة، وقيل: هو جوهر بسيط منبث في العالم كله من الحيوان على جهة الإعمال له والتدبير].

الجوهر هو تعبير عن جزء الجسم أو الجسيمات الصغيرة الشفافة التي ليس لها ثقل ولا كثافة ملموسة، أو أن ثقلها لا يمكن أن يدركه الناس بمداركهم، فإذا قيل: جوهر بسيط فذلك يعني أنه لا ثقل له ولا كثافة، كالهواء مثلاً، فالهواء قد يسمى جوهراً بسيطاً.

والجوهر المركب أو الكثيف: الأجسام الصلبة التي تتركب من عدة جزيئات، ثم تكون لها كثافة ويكون لها ثقل فتقبل اللمس وغير ذلك من الإحساسات.

قال رحمه الله تعالى: [وهي على ما وصفت من الانبساط في العالم غير منقسمة الذات والبنية، وأنها في كل حيوان العالم بمعنى واحد لا غير، وقيل: النفس هي النسيم الداخل والخارج بالتنفس، وقيل غير ذلك.

وللناس في مسمى الإنسان: هل هو الروح فقط، أو البدن فقط، أو مجموعهما، أو كل منهما؟ وهذه الأقوال الأربعة لهم في كلامه: هل هو اللفظ، أو المعنى فقط، أو هما، أو كل منهما؟ فالخلاف بينهم في الناطق ونطقه.

والحق: أن الإنسان اسم لهما، وقد يطلق على أحدهما بقرينة، وكذلك الكلام.