بالنسبة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم كيف نوجه حديث الضرير الذي صححه بعض العلماء، ومنهم الألباني وشيخ الإسلام كما قال السيوطي في كتابه؟
الجواب
هذا الحديث صحيح، ومما ورد في الحديث مما يفسره أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من ذلك الضرير الذي جاء إليه أن يتوضأ ويصلي ويطلب من الله عز وجل أن يتقبل دعاء شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيه، فالنبي صلى الله عليه وسلم سيدعو له، وهذا أمر مشروع، فالضرير طلب من النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة، بمعنى: أن يدعو له، وهذه شفاعة في الدنيا لا تتعلق بشفاعة الآخرة، فهو طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له بأن يُكشَف ضره، فهذا معنى الاستشفاع به والتوسل به، والنبي صلى الله عليه وسلم أرشده إلى الأمر الشرعي، ولا مانع يمنعه صلى الله عليه وسلم من أن يدعو له؛ لأن هذا حق، والنبي صلى الله عليه وسلم مستجاب الدعوة، لكن عليه أن يصلي لله عز وجل ويتوجه إلى الله بأن الله يقبل هذه الوسيلة، وهي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له، هذا هو المشروع، وهذه الصور الحقيقية لا علاقة لها بما يفعله أهل البدع، فهذه الصورة مشهورة، نبه عليها السلف وأئمة العلم من أهل السنة قديماً وحديثاً ولا إشكال فيها، لكن هل ما يفعله أهل البدع هو على هذه الصورة؟!
الجواب
لا؛ لأنهم يتمسحون بالذوات ويدعونها من دون الله، ويرجون منها النفع والضر بما لا يقدر عليه إلا الله، ويطلبون منها ما لا تستطيع وما لا تملك، فليس في حديث الضرير أي شبهة، فضلاً عن أن تكون دلالة لأهل البدع.