نأتي بعد ذلك إلى رحمن ورحيم. . رحمن في الدنيا لكثرة عدد الذين يشملهم الله سبحانه وتعالى برحمته. . فرحمة الله في الدنيا تشمل المؤمن والعاصي والكافر. . يعطيهم الله مقومات حياتهم ولا يؤاخذهم بذنوبهم، يرزق من آمن به ومن لم يؤمن به، ويعفو عن كثير. . اذن عدد الذين تشملهم رحمة الله في الدنيا هم كل خلقه. بصرف النظر عن ايمانهم أو عدم ايمانهم.
ولكن في الآخرة الله رحيم بالمؤمنين فقط. . فالكفار والمشركون مطرودون من رحمة الله. . اذن الذين تشملهم رحمة الله في الآخرة. . أقل عددا من الذين تشملهم رحمة الله في الدنيا. . فمن أين تأتي المبالغة؟ . . تأتي المبالغة في العطاء وفي الخلود في العطاء. . فنعم الله في الآخرة اكبر كثيراً منها في الدنيا. . المبالغة هنا بكثرة النعم وخلودها. . فكأن المبالغة في الدنيا بعمومية العطاء، والمبالغة في الآخرة بخصوصية العطاء للمؤمن وكثرة النعم والخلود فيها.
لقد اختلف عدد العلماء حول بسم الله الرحمن الرحيم. . وهي موجودة في ١١٣ سورة من القرآن الكريم هل هي من آيات السور نفسها. . بمعنى أن كل سورة تبدأ {بِسْمِ الله الرحمن الرحيم} تحسب البداية على أنها الآية الأولى من السورة، أم أنها حسبت فقط في فاتحة الكتاب، ثم بعد ذلك تعتبر فواصل بين السور. .
وقال العلماء أن {بِسْمِ الله الرحمن الرحيم} آية من آيات القرآن الكريم. . ولكنها ليست آية من كل سورة ما عدا فاتحة الكتاب فهي آية من الفاتحة. . وهناك سورة واحدة في القرآن الكريم لا تبدأ ب {بِسْمِ الله الرحمن الرحيم} وهي سورة التوبة وتكررت بسم الله الرحمن الرحيم في الآية ٣٠ من سورة النمل في قوله تعالى: {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ الله الرحمن الرحيم}[النمل: ٣٠]