والمُهْطع هو مَنْ يظهر من فَرْط تسرُّعه وكأن رقبته قد طالتْ، لأن المُهْطع هو مَنْ فيه طُول، وكأن الجزاء بالعذاب يجذب المَجْزيّ ليقربه، فَيُدفَع في شدة وجفوة إلى العذاب، يقول الحق سبحانه:{يُدَعُّونَ إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا}[الطور: ١٣] .
وكأن هناك مَنْ يدفعهم دَفْعاً إلى مصيرهم المُؤْلم. وهم:
{مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ ... }[إبراهيم: ٤٣] .
أي: رافعين رءوسهم من فَرْط الدهشة لِهوْل العذاب الذي ينتظرهم.
وفي موقع آخر يُصوِّرهم الحق سبحانه:{إِنَّا جَعَلْنَا في أَعْناقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِىَ إِلَى الأذقان فَهُم مُّقْمَحُونَ}[يس: ٨] .
وهكذا تكون صورتهم مُفْزعة من فََرْط المهانة؛ فبصَرُ الواحد منهم شَاخِص إلى العذاب مُنجذب إليه بسرعة لا يتحكَّم فيها؛ ورأسه مرفوعة من فَرْط الهَوْل؛ ومُقْمَح بالأغلال.