معلوم أن الحدث يحتاج إلى مُحدِث له، ويحتاج إلى مكان يقع عليه، ويحتاج إلى زمان يحدث فيه، وقد عرفنا المحدِث لهذا اللقاء، وهما موسى وهارون من ناحية، وفرعون وسحرته من ناحية.
وقد حدد فرعون المكان، فقال {مَكَاناً سُوًى}[طه: ٥٨] بقي الزمان لإتمام الحدث؛ لذلك حدده موسى، فقال:{مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزينة}[طه: ٥٩] ؛ لأن الحدث لا يتم إلا في زمان ومكان.
لذلك لا نقول: متى الله ولا: أين الله؟ فالحق تبارك وتعالى ليس حَدَثاً، ومتى وأين مخلوقة لله تعالى، فكيف يحدُّه الزمان أو المكان؟
وقول موسى {مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزينة}[طه: ٥٩] ولم يقُلْ: يوم الاثنين أو الثلاثاء مثلاً، ويوم الزينة يوم يجتمع فيه كل سُكَّان مصر، يظهر أنه يوم وفاء النيل، فيخرجون في زينتهم مسرورين بفيضان النيل وكثرة خيره وبركاته، وما زالت مصر تحتفل بهذا اليوم.