وساعة ترى «يومئذ» وتجد فيها هذا التنوين فاعلم أنه عوض عن شيء محذوف والمحذوف هنا أكثر من جملة ويصبح المعنى: يوم إذْ نجيء من كل أمة بشهيد وتكون أنت عليهم شهيداً، في هذا اليوم {يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرسول} لأنهم فوجئوا بعملية كانوا يكذبونها، فلم يكونوا معتقدين أن الحكاية جادة، كانوا يحسبون أن كلام الرسول مجرد كلام ينتهي، فعندما يفاجئهم يوم القيامة ماذا يكون موقفهم؟ {يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرسول لَوْ تسوى بِهِمُ الأرض} وما معنى {تسوى بِهِمُ الأرض} ؟ كما تقول: سأسوِّي بفلان الأرض؛ أي تدوسه دوسة بحيث يكون في مستوى الأرض.
{وَلاَ يَكْتُمُونَ الله حَدِيثاً} . فكيف لا يكتمون الله حديثا؟ وهو قد قال في آية أخرى:{قَالَ اخسئوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ}[المؤمنون: ١٠٨] .
قال الحق ذلك عنهم لأن الأمر له مراحل: فمرة يتكلمون، ويكذبون، فهم يكذبون عندما يقولون:{والله رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ}[الأنعام: ٢٣] .
وسيقولون عن الأصنام التي عبدوها:{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى الله زلفى}[الزمر: ٣] .